تماماً، كما فعل التواطؤ مع "المغول" في وضع حدٍّ نهائي للمؤامرات والدسائس والخيانات التي كانت تعج بها الدولة الإسلامية العجوزة المتهالكة في القرن السابع. ربما يضع التواطؤ مع الإرهاب حداً نهائياً لسياسة المناكفة والمكابرة، والمؤامرات اللئيمة الحاكمة لمنطق التدافع السياسي في اليمن في المرحلة المنحطة الراهنة.! فيما لو انتصر الإرهاب، سينتصر - كالتتار- على حطام كل الأطراف المتناحرة، كما في أفغانستان والصومال، وكما يريد أن يفعل في سورياوالعراقواليمن. مناكفةً لسياسة "المالكي" في العراق، أطلقت بعض النخب السنّيّة، على "داعش" مسمى "الثوار"، في محاولة سخيفة لمعالجة سلبيات سياسة المالكي، تجاه السنة، بوضع الطائفة السنية والعراق برمتها في كف عفريت داعش.!! نفس اللغة المراوغة والممارسات المتواطئة، تتكرر في اليمن، مناكفةً لسياسة الحوثي، بالحديث عن القاعدة تحت عناوين: قبائل إب، وأبناء تعز، واللجان الشعبية للعدين والبيضاء ورداع!! حتى العمليات الإرهابية الدامية ضد "أنصار الله" تُستقبل بالكثير من الحفاوة والتشفي، وبملامح انتقامية فرحة وقحة واثقة بالبقاء ومنتشية بالانتصار!. والحوثي، ليس ملاكاً، لكن هذا لا يجيز التحالف مع الشيطان لمواجهته، لسياسة الحوثي سلبيات من الجبن السكوت عنها، لكن من الخيانة لله وللوطن وللضمير وللشرف، التحالف مع الإرهاب لمعالجتها. الحوثي في أسوأ حالاته يظل خصما، والخصومة بحد ذاتها ليست مشكلة، فقط عندما تصل إلى الفجور، تصبح الحياة السياسية وكراً طافحاً بالمؤامرات والخيانات والدسائس القذرة. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها الفجور في الخصومة ذروته الزنيمة في اليمن، فقد سبق للقوى السياسية المتناحرة المتآمرة على بعضها أن نجحت في ارتهان اليمن، وإدراجها تحت وصاية البند السابع!. لكنها قد تكون هي المرة الأخيرة، الإرهاب لن يبقي أحداً، وهو لا ينتصر بفائض قواه الذاتية، بل بفائض الضعف العام، وتصدعات الوحدة الوطنية، وسياسة المناكفات، هذه التي تحيل الخلافات السياسية إلى خلافات طائفية، وتوفر للإرهاب الغطاء الشعبي والسياسي اللازم.