في الرسالة العاشرة من رسائل جماعة "إخوان الصفا وخلان الوفاء" التي ظهرت في البصرة في القرن الرابع الهجري، قالوا إن كنّاسا مر بسوق العطارين فأغمي عليه حتى ظن الناس أنه مات، فمر بهم طبيب وعرف حاله، فقال آتوني بروث يابس، فلما أتوه بالروث سحقه ثم نشقه ذلك المغمى عليه، فعطس من ساعته وفاق..أعيد إرسال الرسالة العاشرة إلى كاتب أدمن الكذب، وكلما جرب قول كلمة صدق، غاب أياما، ثم يظهر من جديد ليكذب.. أين أغمي عليك، وما ينشقوك لتفيق تكتب أكاذيب من ساعتك؟ **** ذكر الذهبي وابن خلكان والمقريزي وآخرون أن الإمام النسائي مؤلف كتاب "سنن النسائي"، وهو من كتب الحديث الستة، المعتبرة لدى مذاهب السنة.. قالوا إن النسائي وفد من مصر إلى دمشق، فوجد أن كثيرا من الناس فيها يسبون الإمام علي، فدفعه هذا الأمر إلى تأليف كتاب يخرج فيه أحاديث ومأثورات في فضائل الإمام، فوجده أصحاب معاوية في جامع، وقالوا له: لماذا لا تخرج في فضائل معاوية بن أبي سفيان؟ قال: ما أقول في معاوية، لا أعرف له فضيلة، هل أخرج حديث الرسول(ص) فيه: "اللهم لا تشبع بطنه"؟ في إشارة من الإمام النسائي إلى حديث مفاده إن الرسول قال لابن عباس: اذهب وادع لي معاوية، فذهب ووجد معاوية يأكل، ثم عاد إلى الرسول بدون معاوية، وأرسله الرسول مرة أخرى، فعاد يخبر الرسول إن معاوية يأكل، فقال الرسول: لا أشبع الله بطنه! فما أن سمعوا هذا التعليق من الإمام النسائي حتى شرعوا يدوسونه بأقدامهم، ويدققوه في خصيتيه، وظل النسائي يعاني من سحق خصيتيه، وبسببه مات، قيل إنه مات في الرملة بفلسطين، وقيل بل مات في مكة بعد أن نقل إليها وهو عليل.. أصحاب معاوية المتأخرين قلبوا حديث الرسول رأسا على عقب، من أجل صاحبهم، فرغم أن قصة ورود الحديث واضحة، وألفاظه واضحة المعنى، بما يدل أن الرسول كان غاضبا من معاوية، وقد ذمه، ودعا عليه، لكنهم قالوا إن حديث الرسول هذا فيه فوائد عظيمة! حول مكانة معاوية لدى رسول الله، إذ لما كان الشبع مذموما، قال الرسول في معاوية:" لا أشبع الله بطنه"، وبذلك يكون الرسول قد دعا لمعاوية ولم يدع عليه! حسناً.. هل قرأ هؤلاء في كتب التاريخ والسير التي تقول أن معاوية عاش مكثرا من أكل الأطعمة، وكان إكثاره من أكل اللحوم سبباً في تقريب أجله؟