التقى وفد من التجمع اليمني للإصلاح بزعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبدالملك بدر الدين الحوثي، أمس، من أجل طي صفحة الماضي بين الطرفين، حسب ما أورده موقع "الصحوة نت" الناطق باسم حزب الإصلاح، ومكتب السيد عبدالملك الحوثي. وذكر موقع "الصحوة نت"، الذي لم يكشف عن أسماء الوفد الذي التقى الحوثي، أن اللقاء هدف إلى "طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة". وبحسب الموقع فإن "الجميع أبدوا رغبتهم في التعاون والتعايش عملا بمبادئ الإسلام الحنيف التي تدعو إلى الأخوة والمحبة والسلام، واستشعاراً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية والمخاطر المحدقة التي تحيط باليمن". وأضاف: "تم الاتفاق بين الجانبين على استمرار التواصل لإنهاء كافة أسباب التوتر ومعالجة التداعيات التي حدثت خلال الفترة الماضية". وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مطلع إنه تم الاتفاق على تشكيل لجان من الطرفين لمعالجة الأوضاع بينهما. وفي أول ردة فعل لأكبر الأحزاب اليمنية، بارك المؤتمر الشعبي العام، برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح، التقارب بين الإصلاح وأنصار الله. وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، عبده الجندي: "إن المؤتمر الشعبي كان ولا يزال داعياً إلى مصالحة وطنية لا يُستثنى منها أحد".. مضيفاً، في تصريح لوكالة "خبر" للأنباء: "إن المصالحة الوطنية الشاملة تؤدي إلى اصطفاف وطني داعم للحكومة في تنفيذ سياساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية". واعتبر الجندي لقاء وفد الإصلاح مع أنصار الله، خطوة في الاتجاه الصحيح تنقل التجربة الديمقراطية اليمنية من واقع الأزمات الناتجة عن الصراعات والحروب الدامية والمدمرة إلى واقع تتقدم فيه رحمة الخلاف على لعنة الكراهية والحقد. وعبر الناطق الرسمي عن تطلع المؤتمر وأحزاب التحالف إلى أن تكون هذه الخطوة هي الأولى في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية، في وقت يبذل فيه مجلس النواب جهودا عظيمة داعية إلى إغلاق صفحة الماضي والانشغال بتعقيبات الحاضر وتحديات المستقبل. ويأتي هذا التحول من قبل حزب الإصلاح بعد 24 ساعة من بيان رسمي هدد من خلاله الحوثيين. وحذر الإصلاح في بيان الأربعاء، جماعة الحوثي من الاستمرار في الاختطافات والتعذيب واقتحام المنازل واحتلالها، مستغرباً في ذات البيان من حديث جماعة الحوثي عن الشراكة في حين تسعى لمصادرة سلطات الدولة وفي مقدمتها القضاء. كما عبر الإصلاح عن إدانته ورفضه القاطع لكل ما يتعرض له علي محسن وحميد الأحمر من انتقام أعمى، مذكراً الحوثيين بأن الأيام دول وبأن المظلوميات التي تمارسها الجماعة بحق المجتمع والدولة اليوم ستجد طريقها في التعبير عن الرفض والمعارضة غداً، وبذات الصوت المرتفع الذي تبنته الجماعة وناصرت قضيتها القوى السياسية طيلة الأعوام السابقة، وهي تندد بالانتهاكات والإقصاء والتهميش التي تمارسها الجماعة اليوم على أوسع نطاق.