هناك السؤال الذي لا يتحقق إلا بآخر مثل سؤال هل نحن نتغير؟ وهل نتغير إلى الأفضل أم إلى الأنكى والأسوأ؟ وحيث والسؤال من النوع الذي يأتي محملاً بالإجابة على ظهره كحدبة ما يزال أمام الرئيس هادي وحكومة بحاح فرص خوض تحدٍّ الانتقال من الحالة الاستنكارية إلى الحصول على أجوبة أسئلة استفهامية هي شرط لمغادرة هذا التفكك في النفسيات نحو الحياة "معيشة وأمن ووحدة". خلاص.. فشلنا كثيراً.. وضحكنا على ذقون بعضنا أكثر، ولم يعد بمقدور أي مسكون بالحمى الانتهازية إنكار أن الذي حدث في 2011 يذكر بالمرأة التي ولدت ثم صرخت هذا مش ابني! كل شيء اتضح لدرجة أن الشعب استسلم للهموم مكتفياً بترديد أسبقية الأمان على الإيمان.. فالقوى السياسية التي أوهمت الشباب بأنها ستأخذ بأيديهم "فركت" بهم في منتصف الطريق قبل أن تتعرض هي الأخرى للمكر في متواليات المزيد من المغامرة والكيد. والمخاض العسير الذي يعيشه الواقع السياسي لا ينذر بعملية قيصرية وإنما يقود البلاد إلى مزيد من الأزمات على مرأى ومسمع محفوظات السيادة والوحدة والاستقرار الأمني والاقتصادي. انقلب السحر على الساحر بما صارت إليه أمور التغيير في بلدان حاكيناها في التأزيم وليس في اجتراح الحلول الواقعية حيث ما تزال بعض القوى السياسية اليمنية تسير على خطى ذلك الملتحي المصري الذي استقبل الإعلان عن براءة حسني مبارك نفسه من تهمة قتل المتظاهرين بضرب بواب العمارة مطالباً إياه بأن يعترف بانتمائه إلى الحزب الوطني. أربعة أعوام هي كافية لأن يفكر من يحكمون ومن يعارضون ومن يستشارون في المستقبل فيتكلمون بلغة المصلحة العامة وليس بلسان جمال بنعمر. هي مدة كافية لأن يتخلوا عن لبانة النظام السابق ويتجهوا صوب العمل الوطني الإيجابي حيث وظيفة رئيس الدولة هي جمع الناس وتوحيد البلاد وتخليص اليمن من بؤر الصراع والقتل، ووظيفة الحكومة هي إيجاد الحلول وتقليص النظرة الذليلة إلى صحون الآخرين. لتكن البداية هي إخلاص النية في استعادة القرار الشعبي والوطني والذهاب إلى إنجاز الدستور والانتخابات.. وباحترام الدستور ونتائج الانتخابات نثبت الاحترام للشعب ويعود الوطن روحاً متقدة دونما تفكك في النفوس والضمائر أو تنازع في الشرعيات.