حقيقة كانت بداية موفقة لرئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح عندما استهل مشوار نشاطاته كرئيس للحكومة وظهوره على شاشات الفضائيات وهو يكرم الطلاب الأوائل في الثانوية العامة للعام الدراسي 2013-2014م، والبشرى السارة التي زفها للشعب اليمني بأن حال التعليم في بلادنا سيتغير إلى الأفضل، ابتداءً من العام القادم، وتأكيده على الدعم الذي ستقدمه حكومته لقطاع التعليم كونه المخرج الوحيد من دائرة التخلف واللحاق بالعالم المتقدم.. وهذه البشرى في حد ذاتها بعثت الكثير من التفاؤل والأمل في نفوسنا، نظراً لتدهور العملية التعليمية في بلادنا بكافة مستوياتها.. عبدالرزاق خصروف وزملاؤه السبعة يستحقون الاهتمام، أيضاً، فهم فتية آمنوا بقضاء ربهم وقدره، ورضوا بالأمر الواقع الذي فرضته عليهم اللجنة العليا للامتحانات بوزارة التربية والتعليم، في الحكومة السابقة، حينما عجزت عن تأمين مركز امتحاني لأكثر من 80 طالباً، ثانوية عامة، في مدرسة التعاون بمنطقة الصباحة وتوزيعهم على مركز امتحاني يقع في منطقة حزيز، دون الأخذ في الاعتبار المسافة الكبيرة التي تفصل بين المنطقتين.. وفي يوم السبت الأول من شهر رمضان، ذهبوا لإعادة امتحان مادة الرياضيات للمرة الثانية بعد تسرُّبها، عندما انحرفت بهم السيارة التي كانت تقلُّهم والخاصة بوالد أحد الطلاب السبعة، وتعرضوا لحادث مؤلم، قضى فيه عبدالرزاق، فيما نجا بقية زملائه بأعجوبة وخرجوا بإصابات مختلفة.. برغم هذا الحادث المؤلم، إلَّا أن أسرة شهيد العلم، الطالب عبدالرزاق خصروف، آمنت بقضاء الله وقدره، كما هو الحال بالنسبة لأسر الطلاب الذين تأذوا في هذا الحادث، إلَّا أن المؤلم جداً كان غياب الدور المطلوب من وزارة التربية والتعليم وقيادتها في هذا الموقف، وعدم اكتراثها لما حلَّ بالطلاب وأسرهم من مأساة، وتجاهلها لهم بدلاً من الوقوف إلى جانبهم ومحاولة التخفيف من مصيبتهم والشدِّ من أزرهم ومساعدتهم في تحمّل تكاليف علاجهم وتعويض الخسائر المادية. تكريم الأوائل وتحفيزهم مبادرة جيدة، ورعاية الآخرين تستحق أن تكون موضوع اهتمام أيضاً.. ونحن على ثقة من أن رئيس الوزراء سيلتفت إلى معاناة هؤلاء بعد أن تجاهلتهم الحكومة السابقة.