تاريخنا اليمني القديم والمعاصر كله معصور عصوره ويفضي دائما إلى نفس النتيجة. اتضاربوا وسدوا. وسدوا واتضاربوا وشكلوا مجلس واتضاربوا وعطلوا المجلس وسدوا على هيئة واتلابجوا من جديد وأقروا وثيقة وانتجفوا من جديد ومع كل مضرابة ينبعوا الجيران يفرعوا: ما هو ياخبره ما وقع وعلى أيش تتضاربوا ؟ يقولوا ولاشي مابلا نشتي الشعب يربخ. وتستكب لهم زلط منسب يسدوا والشعب يربخ. تكمل الزلط ويتلابجوا من جديد على زلط المفارعة، وتجي زلط جديدة ويسدوا ويتفقوا وتكمل الزلط ويقع ملباجي يغوبر بالعالم، وينبعوا المفارعين مرة ثانية : ماهو ياخبره، ما وقع؟ قالوا ماسديناش والشعب ماربخش. ويكرعوا لهم زلط منسب يسدوا والشعب يربخ. ويسدوا وتقرح مضرابة من جديد على الربخة وعلى زلط المفارعة وعلى الثوابت الوطنية وهات ياجعيث، كل واحد معه ثوابت خاصة به ويندعوا مضرابي أعمى لوما يطلع الغبار، وينبعوا الجيران مرة ثانية : ماهوه ياجن ماوقع ؟ يقولوا لهم : مابلا ماسديناش على الثوابت ونشتي هذا الشعب المسكين يربخ. وينعثوا لهم زلط لأجل يسدوا ولأجل الشعب يربخ. ويتفقوا والحمد لله، وماتعجبهمش التوقيعات وقالوا ماسديناش على هذا، مابلا نتحاسب على الزلط الأولة. وأنت معك، قال أنت معك ويقع ملباجي أغبر، ويتقاسموا ويسدوا. وينبع طرف ثالث يقول لهم : تسدوا وتتقاسموا واحنا لا.. حرام ماتنزل طبه، ويعتصدوا من جديد ويتلابجوا لوما يطلع الغبار. وينبعوا الجيران: ماهوه ياجن شغلتونا، ماتشتوا بالضبط ؟ يقولوا لهم ولا نشتي شيء غير نسد والشعب يربخ. ويكرعوا لهم زلط للربخة والسدة. ويسدوا ويتفقوا على مجلس يضم الكل، وتكمل الزلط ويبدأ كل واحد يتمزغج على الثاني.. وحقي، قال حقي،ويتلابجوا لوما تقشبب صحراء الربع الخالي بكلها من أثر الغبار، وينبعوا " المفارعين" ويسدوا، ويعملوا مجلس جديد وعلى هذا الرحيل من يوم ما طلب سيف بن ذي يزن مفارعين من الفرس، وبلادنا مسرح للمضرابة وللمفارعين ولليوم وإحنا في نفس اللبيج ولا خرجنا لا طريق.طيب لموه العصيد هذا كله؟ يقلك مابلا نشتي الشعب يربخ. واحنا بصراحة شعب رابخ للطرف. لاعد مهره ولا عمل .. العالم من حولنا يكبر ويتطور ويمضي الى الأمام، وإحنا رابخين من الحياة وكل واحد مننا ماسك بشعر الثاني وهات ياسحبلة وملابيج، وقلك من أين بيجي هذا الغبار؟! أجزم أن حضارات اليمن القديمة لم تطمرها غبار التاريخ ولا عوامل التعرية، بل طمرها غبار الربخة الطاحنة وعوامل " المفارعة"، والمشكلة أن كلنا داريين أن محد يفارع ببلاش.