أغفلت الهيئة الرئاسية للحوار أهم لجنة مفترض تواجدها، لجنة «المُفارعين الوطنيين»! في أغلب جلسات مؤتمر الحوار تحدث اشتباكات، والخطبة الخطبة، يقلك: مشادة كلامية تطورت إلى عراك بالأيدي، وأحيانا تتطور إلى اشتباكات "بالجنادل". الجنادل من خطبة جهاد المحطوري وتعني الحجارة. لجنة المفارعين يجب أن تتكون من حمران العيون، الذين يشبهون المفارع الشهير علي الحداد. في إحدى المرات تلاسنت امرأة مع رجل، فتطورت حتى صارت صياحاً، ثم تحولت إلى مضرابة حامية الوطيس، فأتى علي الحداد ليقوم بدور المفارع، كان الرجل يتعيفط لكن الحداد وجّه له عدة لكمات وأخذ لوح خشب وخبطه خبطة أسد شجّت رأسه، وهكذا المفارعة وإلا بلاش. وبعد ذلك تحمل علي حق الأرش. شوفوا القصة تشبه حق الحوار تماماً: مشادة كلامية، تبادل شتائم، وعراك بالأيدي. هؤلاء هم المعول عليهم أن يوجدوا حلولاً لمشاكل اليمن، إلى هنا ويكفي، يجب أن تقتصر الاشتباكات على الأيدي ولاتتطور إلى الأحذية، مابينناش طافة على أزمة أحذية عالمية يبكر الشعب اليمني كله حافي. بالمناسبة، أنتجت الصين تلفوناً جديداً، اسمه: الحوار الوطني. الخبر مش مزحة، بل مدعم بالصورة، لكن الإشكالية الكبرى أن "الحوار الوطني" الجهاز، يعمل بشريحتين، كاميرا أمامية بدقة عالية جداً (شكله من أجل تصوير الاشتباكات أو الأعضاء الذين يجاوبون الكلمات المتقاطعة)، وكمان ألعاب الجافا (عشان يلعبوا حلا حلا)، أما أكبر خطأ لإخواننا الصينيين أنهم لم يزودوا جهاز "الحوار الوطني" بصميل.