أعتقد أننا أصبحنا بحاجة ماسة إلى قانون للمفارعة وتنظيم المفارعين قبل قانون العدالة الانتقالية والدخول في مشروع الحوار الوطني, حاجتنا للمفارعة والمفارعين أصبحت مطلباً وطنياً؛ لأن الضرب زاد في الفترة الأخيرة. محطة مأرب الغازية تتعرض للضرب, أبراج نقل الكهرباء تعرضت للضرب, أنبوب النفط تعرض للضرب, كيبل الإنترنت تعرض للضرب, المعسكر الفلاني ضُرب, النقطة الفلانية ضُربت, بعض موظفي الدولة والوزارات يتعرضون للضرب, يعني كنا في السابق نشتكي من القسمة بين مجموعة أطراف تقاسموا البلاد، وعندما اختلفوا بينهم البين انتقلوا إلى عملية الضرب في غمضة عين, يا رب أيش هذي العملية الحسابية اللي ورطنا فيها هذي معدهيش عيشة يا جماعة ولا عدهي بلاد, الجن لقطوا البلاد وأصبحنا نتلابج من شان كل واحد يثبت فتوته وعضلاته. اليمن أولاً المفارعة ثانياً, ويمكن لرئيس الجمهورية أن يصدر قراراً باعتماد وزارة جديدة بجانب وزارة الدفاع والأمن تسمى “وزارة المفارعين والآداب مثلاً”، ويعين لها واحداً من الأعفاط اللي يظهروا بالتلفزيون خلف الشخصيات الهامة كحراسة خاصة, ويتم امتصاص البطالة في البلاد في وظائف للمفارعة والمفارعين, هذا سيكون مشروعاً وطنياً كبيراً، يمكن أن نفاخر فيه أمام العالم كصناعة وطنية خالصة, ومثلاً بدل ما يكونوا ينزلوا طقم جنود لحفظ الأمن يرسلوا أربعة أعفاط يفرعوا لأي مرفق حكومي أو مصلحة وطنية يمكن أن تتعرض للضرب, ونعتمد أخلاقيات المفارعة كعهد جديد لليمن الجديد ونربي جيلاً جديداً من البداية على المفارعة ويطلعوا مفاحيس ومفارعين، ومثلما اشتهرت مصر ببلاد الفراعنة ستصبح اليمن بلاد المفارعين, ويصدر تعميم على كل المدارس بعدم قبول الطلاب الجدد إلا بعد أن يثبتوا قدرتهم على المفارعة، ويغيروا مادة التربية الوطنية إلى مادة التربية البدنية أو كما قال صديقي عبدالحكيم الفقيه:”طالبنا بدولة مدنية فأعطونا دولة بدنية”، ويمنع إصدار أي بطاقة شخصية أو جواز سفر أو بطاقة انتخابية لأي مواطن لم يجرب المفارعة بحياته. بالله عليكم باقي سخرية ومهزلة أكبر من اللي نعيشها الآن, وبرغم ذلك لازلنا نطالب من الدولة والحكومة وبقية المسئولين اللي في البلاد بأن يقوموا بواجبهم الوطني تجاه هذا الوطن, صحيح أن التركة كبيرة والحمل ثقيل، لكننا ننتظر عملاً بحجم القيادات الجديدة، وعلى كل قائد بأن يثبت حجمه وقيمته؛ لأن صالح سيشمت بنا جميعاً, والشماتة عيب يا عبده ربه ويا باسندوة, والله عندنا في ثقافتنا البلدية في مثل يقول: “يبكين ولا يضحكين”، بمعنى إنه نقفز للوسط بشجاعة ولا نجلس خائفين ويشمتوا بنا الفاشلين.