في العادة، عندما تتهدد مصالح "جماعة الإخوان" من قِبل طرفٍ ما، أو يحول طرفٌ ما دون حصولها على مصالح، تستخدم ضده الأسلحة الدينية، بداية بالتكفير ونهاية بإعلان الحرب والجهاد. حدث ذلك ويحدث كثيرا في بلدان كثيرة، كما حدث في اليمن 94م ضد الاشتراكي وانتهى الأمر بإزاحته، ليظهر الحوثيون لاحقاً، لا كخصم سياسي، فحسب، بل كنقيض وجودي على كل الجوانب والمستويات. لقد شارك الإخوان، بعناصرهم العسكرية ومليشياتهم القبلية وكوادرهم الجهادية، في الحروب الست على الحوثيين، في صعدة.. كما قاوموا باستماتة منقطعة النظير تمدده الأخير في دماج وكتاف وحاشد وعمران.. حتى سقوط آخر وأهم قلاعهم العسكرية مع دخول الحوثيين صنعاء.. في 21 سبتمبر الماضي. من تاريخه أصبح الحوثي هو النظام، وعلى حسابهم بشكل جوهري، إذ إن حاضرهم هو الأكثر تضرراً من حاضر الثورة الحوثية، ومستقبلهم الأكثر تهديدا من مستقبلها. بيد أنهم حتى الآن، على الأقل، لم يدعوا، رسمياً "للجهاد" رغم توقعات وجيهة، وجاهزية ضمنية، وسوابق ممهدة، وأرضيته نظرية جاهزة "كفرة، روافض، مجوس"، بجانب أرضية مادية عملية من سلاح وعناصر قتالية ذات جاهزية عالية، كما في مأرب على الأقل!! القضية، من وجهة نظري، مسألة وقت، إنهم بانتظار ساعة الصفر، الحوثيون يستنزفون الآن الطاقة القتالية التي يوفرها الإخوان، كما أن لديهم، باعتبارهم كانوا طوال عقود هم النظام القديم، مصالح واسعة يخافون عليها، بجانب حاجتهم لغطاء وداعم خارجي..!