قبل سنوات، زار هادي- وكان حينها نائب رئيس جمهورية- المركز العام للدراسات والبحوث التابع للمؤتمر الشعبي، وبدلاً من الموضوع الأساسي للزيارة، اجتمع بنا وجلس يحدثنا عن عبقريته في تدبير بعض المتطلبات المادية لمؤتمر وزراء المؤتمر الإسلامي، الذي عُقد في صنعاء، ومن تلك العبقرية أنه استأجر سيارات من ألمانيا لتنقلات الوفود المشاركة في المؤتمر، ثم أعادها إلى ألمانيا، وتكلم عن خفايا دولة، ليس من الضروري أن نطلع عليها، وطوال الاجتماع كان الزملاء يلتفت بعضهم إلى بعض مستغربين، وانتهت الزيارة دون تحقيق هدفها، ولا زلت أتذكر كلاماً لزميل لي في المركز قال: النائب رأسه كبير، لكن تدري أيش داخل رأسه؟ قلت: أيش؟ قال: كرش.. كروش الناس في بطونهم وهذا كرشه وفرثه في رأسه! وصدق صاحبي، رجل جلس قرابة 18 عاماً نائب رئيس جمهورية، ولا تعلم، وصار رئيس جمهورية بالكرش نفسه، وانتقل إلى عدن بعد أن قدم استقالته بالفرث نفسه، وصار يمارس أفعالاً جعلتنا نشعر بالعار لأن مثله كان نائب رئيس، ثم أصبح رئيساً في هذا البلد.. لقد انتكس هادي إلى ما دون الفرث، فمكَّن اللجان الشعبية وتنظيم القاعدة من قتل الجنود ونهب المعسكرات وإطلاق المجرمين من السجون في عدن، وإنزال علم الجمهورية من فوقها ودوسها بالأقدام وإحراقها، ثم يتحدث عن رفع هذا العلم فوق جبال مران، وسمح للجان الشعبية وتنظيم القاعدة بقتل 45 جندياً في لحج، ونهب ممتلكات الدولة وإحراق المقرات الحكومية، ولم يحرك ساكناً، ولم يشر إلى الجنود الضحايا بكلمة مليحة.. يتحدث عن وحدة، ويأمر بطرد ما تبقى من رجال الجيش والشرطة من عدنولحج، وآخرهم الموجودون في قاعدة العند الذين تركوا القاعدة تحت التهديد بالتصفية، بعد تمكين اللجان الشعبية من القاعدة الجوية. الكرش أو الفرث يعتقد أن الإرهابيين صاروا من قراباته وأرحامه، مكَّنهم من أسلحة معسكرات الجيش والشرطة، وأعاد انتشارهم في لحجوعدن وأبين، وأخيراً إلى الضالع التي وصلها الإرهابي جلال بلعيد وجماعة من تنظيم القاعدة، قبل أمس، ويعتقد أنهم يعملون من أجل سواد عيونه وحمرة صلعته أو كرشه.. تدحرج إلى المذهبية، أو سمح لغيره بدحرجته إليها، وتصوير الخلاف بأنه اثنا عشري من جهة، وزيدي شافعي من جهة أخرى، وأن ثمة محاولة لاحتلال الجنوب من قبل شماليين، بينما هذا الفرث المنتن قد وضعه اليمنيون تحت أقدامهم.. وانظروا ما أرحمه وهو يطلب تدخلاً عسكرياً تحت راية مجلس الأمن، ويطلب تدخلاً خليجياً تحت راية "درع الجزيرة"، فيا للعار!