مخطط استعادة اليمن من إيران الذي نشرت مراحله الست صحيفة الرياض بدءا من تدمير كافة المقدرات العسكرية للجيش اليمني وأنصار الله مروراً بقتل الرئيس علي عبدالله صالح وعائلته والسيد عبدالملك الحوثي وقادته وانتهاء باجتياح قوات التحالف لليمن وإعادة هادي إلى دار الرئاسة لو قدمه رئيس أركان جيش الولاياتالمتحدة إلى طاولة الناتو للتنفيذ لاقتصر ردهم فقط على الإعجاب بنوعية الحشيش الذي تعاطاه. مخطط إعادة اليمن إلى جنوب الجزيرة العربية الذي بدأ الطيران السعودي وتحالف المرتزقة بتنفيذ أولى مراحله، يعني أن هناك مجانين حقيقيين يديرون دفة الحكم في المملكة ويرسلون طائراتهم ومرتزقتهم لتمطرنا وبلادنا بقذائفها، وليسوا فقط كما نعتقد شباباً طائشين أغرتهم الأموال الطائلة ودفعت بهم قلة التجربة إلى إرسال طائراتهم في مقامرة استعراض قوة يؤكدون من خلالها على هيبتهم ومكانتهم التي يعتقدون أن ما يحدث في اليمن قد مسح به الأرض، ومن الطبيعي أن يكون بين قادة بعض دول المنطقة من يرى في هذا الجنون موسماً للارتزاق ولم يكن غريباً أن تجاريهم في ذلك غالبية دول مجلس التعاون احتراماً لمكانة المملكة كواجهة للكونفدرالية الخليجية، وفي المحصلة فإن تحالف مجاراة الجنون والارتزاق منه لن يصمد بعد استنفاد الضربات الجوية مداها الذي لن يتجاوز تدمير العتاد العسكري الثابت وتعطيل فاعلية الجو اليمني، وكل ذلك لا يكفي للدخول في مواجهات برية مع شعب مدنيوه كعسكرييه مقاتلون، وفي طبيعة جغرافية بالغة التحصين، وهنا فإن دول الخليج التي لا تملك مقومات الدخول في حرب برية ستجد نفسها مجبرة على العودة إلى رشدها والتوقف عن مجاراة الجنون، أما المرتزقة في التحالف فسيكتفون بالاستثمار بورقة الدفاع عن المملكة الباهظة بعد أن أصبحت في أمس الحاجة لمن يتصدى معها لنقمة الجار الذي سخّرت طائراتها وأنفقت الأموال على مرتزقتها من القادة والمشايخ وغيرهم لتجعل منه عدواً لدوداً. بتدمير مخازن عطان يكون القصف الجوي قد بلغ مداه منهياً المرحلة الأولى، ولن يبدأ بعدها تحالف المرتزقة أي من المراحل المتبقية في مخطط العدوان الغبي وإنما سيبدأ صبية المملكة بتسديد فواتيره. لقد أنفقوا ترفاً بعدوانهم الكثير على هذه المواجهة القصيرة مع الخوف المتوهم، وتعيّن عليهم من اليوم أن ينفقوا طويلاً وضرورةً أضعاف أضعافه على مواجهة خوف حقيقي بين مطرقة الجار الموتور والبيت المسعور.