سيتوقف القصف حينما تبدأ الحرب الأهلية، فتلك غاية هذا العدوان. اختزال فذ لما يحدث أوجزها في سطرين على حائطه شاب اسمه مهند المخلافي لم أوردها هنا إعجاباً بنباهة هذا الفتى فقط، وإنما لاعتقادي أن إدراك هذه الحقيقة هو الأولوية الراهنة للتصدي للعدوان وحصر آثاره في حطام المباني التي دمرتها قذائفه، فصمود الجبهة الداخلية هو الانتصار الأكبر على هذا العدوان والمنطلق الحقيقي للانتصاف من المعتدين مستقبلاً. لدينا خياران لإيقاف هذا العدوان إما وحدة الصف في التصدي له وإجباره على التوقف، فمن المحال أن يستمر طويلاً، وإما أن نتولى بصراعنا بدلاً عن قصف طائراته مهمة التدمير الشامل والطويلة المدى التي لا تقدر عليها قذائفها وصواريخها دون عزاء ولا أسف. صحيح أن هناك شرذمة بائسة من أبناء الوطن هللت للعدوان ونذرت نفسها لتبريره دون خجل، لكن تأثيرها لم يكن أكثر من وصمة باهتة في مشهد التحدي الجماهيري العام للعدوان والتكاتف المبهر في مواجهته، وسننتصر بالتأكيد طالما حافظنا على هذه اللحمة ولم نسمح لترسانة التضليل الإعلامي أن تؤثر عليها. قبل العدوان وأثناءه وظف المعتدون ومرتزقتهم في الداخل والخارج ترسانتهم الإعلامية في بث الشائعات وتفسير الوقائع والتصريحات وتهويل الممارسات واختلاق الأكاذيب أيضاً لإثارة الخلافات بين المؤتمر وأنصار الله وبينهما الأطراف والمكونات الأخرى في جبهة الرفض والمقاومة للعدوان، وهذا يعني أن تحالف المعتدين ومرتزقتهم يدركون جيداً أن مآلهم الفشل طالما والجبهة الداخلية متماسكة وصامدة، ويبقى علينا أن ندرك ذلك أيضاً أو نعمل على هذا الأساس من خلال تجاهل كل ما تبثه الترسانة الإعلامية المهولة للمعتدين ومرتزقتهم ونؤجل سوء الظن ببعضنا وننسى أو ننحي مؤقتاً خلافاتنا ونوحد خطابنا الإعلامي أو يحمل كل منا خطاب أخيه على حسن النية، ومن المهم جداً ألا يحتكر البعض المجد النضالي وشرف الصمود أو ينحو البعض باللائمة على ممارسات الآخر أو يحملها التبعات. في المستقبل من الوقت ما يكفي للاختلاف وسوء الظن وتبادل الاتهامات أما اليوم فإن خيارنا هو أن ننتصر بتماسكنا على قذائف الغطرسة والبغي والإذلال والارتزاق التي لا تضع اعتباراً لتلك التفاهات وإنما تقتلنا جميعاً.