تواصلت، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، في المكلا عاصمة حضرموت، المظاهرات المناهضة لتواجد عناصر تنظيم القاعدة في المدينة، في ظل صمت ما يسمى بالتحالف الذي تقوده السعودية عن تواجد التنظيم وعدم استهداف عناصره، رغم إعلان التنظيم مدينة المكلا (ولاية إسلامية)، وانتشار آلياته الحربية في الشوارع. وكان الناطق باسم العدوان السعودي، أحمد عسيري، قال في وقت سابق: إن القاعدة وداعش ليسا أهدافاً ل"عاصفة الحزم". وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المئات من أبناء مدينة المكلا خرجوا، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، في شوارع المدينة منددين بتواجد عناصر تنظيم القاعدة وطالبوا بخروجها، رافعين لافتات مكتوب عليها: (لا قاعدة بعد اليوم). وبدأت العناصر الإرهابية في مضايقة أهالي المكلا، حيث تشترط عليهم حضور ندواتها الدينية. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن قيادات تنظيم القاعدة فرضت على الأهالي حضور المحاضرات الدينية التي يقوم بإلقائها دعاة من التنظيم يحملون جنسيات سورية وسعودية وآخرون من أبناء حضرموت، وأن جميع المحاضرات تحريضية ضد الجيش والأمن، ويبررون وجودهم بأنهم جاءوا لإيقاف المد الشيعي، في إشارة إلى جماعة أنصار الله (الحوثيين)، إلاّ أن عدداً من المواطنين بدأوا في التمرد على حضور هذه المحاضرات، وتجلى ذلك بالمظاهرات التي شهدتها المكلا خلال اليومين الماضيين. وبحسب المصادر فقد شنت عناصر القاعدة حملة اعتقالات في صفوف شباب المدينة بتهمة التخابر مع الأجهزة العسكرية في مديريات الوادي والصحراء، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش والأمن، فيما تم اعتقال آخرين لمجرد رفض تنفيذ القوانين التي سنَّتها القاعدة بالمدينة، حيث تم إيداعهم في سجن خصص بالقصر الجمهوري ومقر المنطقة العسكرية الثانية. ولفتت المصادر إلى استنكار المتظاهرين صمت تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، الذي استثنى مدينة المكلا التي تخضع، منذ ال2 من أبريل الفائت، لسيطرة تنظيم القاعدة أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم. وأكد أبناء المكلا استمرار مسيراتهم اليومية المناهضة لتواجد عناصر القاعدة وأنهم لن يتوقفوا عنها حتى يتم إخراجها من المدينة. إلى ذلك قال مصدر مسئول في المحافظة ل"اليمن اليوم" إن خلافات وقعت بين قيادات ما يمسى ب(المجلس الأهلي الحضرمي) الذي أسس قبل 3 أسابيع من قبل القاعدة والإصلاح لإدارة شئون مدينة المكلا، وضم قيادات بارزة في حزب الإصلاح والتيار السلفي المتشدد وتنظيم القاعدة. وأضاف المصدر أن خلافات نشبت بين تلك القيادات دون أن تتسنى له معرفة أسبابها، مرجِّحاً أن تكون الخلافات ناتجة عن محاولة قيادات تنظيم القاعدة الاستفراد بالسلطة والانفراد بالقرارات دون الرجوع إلى المجلس. وفيما لا تزال القاعدة ترفض صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في المكلا لشهر أبريل المنصرم، صرفت وزارتا الدفاع والداخلية مرتبات منتسبيها هناك، وقال جنود في المدينة ل"اليمن اليوم" إنهم تسلموا مرتباتهم عبر فروع مؤسسة الكريمي بعد تدخل وساطة قبلية من مشائخ ووجهاء حضرموت لإقناع قيادات القاعدة بالسماح للجنود باستلام مرتباتهم، كونهم متواجدين في منازلهم ولم يشاركوا في أي جبهات قتال ضد التنظيم، فيما تم صرف بقية المرتبات للجنود عبر مكتب البريد بالمدينة. وأوضح موظفون حكوميون ل"اليمن اليوم" أن القاعدة لم تقم بصرف مرتباتهم، رغم تعهد قيادات التنظيم، مطلع الأسبوع، بتوريد مبالغ مالية لمكتب البريد للبدء بصرف مرتباتهم، إلاّ أنها لم تورد أي مبالغ حتى ساعة كتابة الخبر. وكان القيادي في تنظيم القاعدة، خالد باطرفي، مسئول إدارة مدينة المكلا تعهد في خطبة سابقة له بصرف مرتبات الموظفين الحكوميين، باستثناء الجيش والأمن. الجدير بالذكر أن القاعدة سيطرت على المكلا في ال2 من أبريل الماضي بمساندة مسلحي حزب الإصلاح، واستولت على كافة المباني والمنشآت الحكومية والعسكرية والأمنية، فضلاً عن نهبها أكثر من 4 مليارات ريال يمني ومبالغ أخرى بالعملات الأجنبية كانت مودوعة في خزينة فرع البنك المركزي اليمني وهي مرتبات الموظفين.