يحاجج العدوان السعودي كما لو أنه نزل من السماء ليلعب دور بابا نويل اليمن. أهذه لحظة بلوغ "الخفقنه" ذروتها؟ هل السعودية عادلة بالفطرة؟ الشرعية كما لو أنها سروال داخلي هو كل ما يستر عورة نظام آل سعود منذ تأسيسه! أحاول أن أربط بين أشياء أجدها شديدة الترابط، وبقدر ما يبدو تسارع الأحداث فجائيا وعشوائيا، بقدر ما يبدو كما لو أنه مخطط له مسبقا؛ أهذا ما أراده هادي أن يكون ويتحقق حلم السعودية به أيضا؟ زخرت فترة هادي الانتقالية بالفواحش، ومر أكثرها مرور الكرام، ويمكننا أن نفهم الآن لماذا كان علي محسن مصراً على ترشيح هاشم الأحمر لتولي قيادة ألوية الصواريخ، ولماذا رأت قطر والسعودية، قبل ذلك، إنه من الجيد تعيين علي محسن نائبا لهادي، ولماذا رأى هادي، عوضا عن ذلك، تعيينه كمستشار له للشؤون الأمنية والعسكرية اتقاءا للفضيحة ودرءا للحرج أمام الرأي العام المحلي. وكأنهم قد قاموا بالواجب وأكثر، والدور والباقي على وطنية السفير الأمريكي، آنذاك،ليعيد هيكلة الجيش والأمن اليمني على أسس وطنية! هكذا تعايش ساسة المشترك مع خيانة وطنية كهذه بحماسة وراحة بال، لا بل وكانوا يفاخرون بذلك علنا كما لو أنه انجاز غير مسبوق ومدعاة للفخر؛ أهؤلاء أهل للثقة ويستحقون ذرة احترام؟ فليكرهوا صالح بقدر ما يشاؤون وليخلعوا عليه أسوء الألقاب والصفات، لكن ليس إلى الحد الذي يجعلهم ينامون مرتاحي الضمير وقد ركنوا على سفير دولة أجنبية ليبني جيش بلدهم على أسس وطنية مزعومة؛ كيف يكون ذلك؟! في أوائل يناير، تحدثت تقارير استخباراتية غربية عن توغل تنظيم داعش 95 كيلو مترا داخل الأراضي السعودية، مستشار سعودي علّق على ذات الموضوع بالقول "إن هناك حاجة لإيجاد حل استخباراتي فمع أننا عززنا دفاعاتنا على الحدود إلا أننا بحاجة لمعرفة تحركات داعش داخل المملكة فنحن بحاجة لدور العنصر البشري الاستخباراتي"، هذا التصريح يكشف لنا جانبا مما ذهب إليه نائب جورج بوش الابن، ديك تشيني "الإخوان المسلمون هم الأساس الإيديولوجي لكافة التنظيمات الإرهابية في العالم". كل هذا قد يعطينا تفسيرا معقولا لسر تقارب الإخوان والمملكة مجددا، بعد فترة جفاء وقطيعة أعقبت سقوط حكم مرسي في مصر، أي أن كل طرف سعى إلى التقرب من الآخر لأهداف تخصه، وسيصح أن نقول إن كلاهما يبتز الآخر أيضا، وهنا يبدو جليا إن ما كان مرضيا عنه ومفيدا جدا في الخارج السعودي، في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وحتى في سيناء مصر، صار مرفوضا تماما في الداخل السعودي. لم يتخلى الجيش عن هادي، بل هادي هو من تخلى عن الجيش أولا، وإنه من الإنصاف أن نسأل هل جاء هادي بأجندة عسكرية وطنية أصلا؟