من السبب? ا?طباح قصفونا بهستيريا هذا السؤال, لاستدعاء ذريعة معقولة لاحتلال مخطط له, وقتلنا بسكاكين داعش وصواريخ مملكة النفط. سؤال مردود عليه بسؤال آخر: من سبب الجرعة? والجواب: هادي وحكومة علي محسن والمشترك. ألم أقل لكم أنهم أطباح وقتلة بقدر داعش? وأجدني للأسف مضطرا إلى القول أن "من السبب?" يستحق ملطام كأخف عقوبة. تصطف بريطانيا وأمريكا مع "شرعية" هادي, ومع "شرعية" التدخل العسكري السعودي ضد اليمن, وكلتاهما أمدتا عاصفة الحزم بأسلحة ودعم لوجيستي وإستخباراتي من أجل إعادة "الشرعية" إلى اليمن. لوح وزير خارجية بريطانيا, الأسبوع الماضي, بإمكانية فتح تحقيق في جرائم حرب ارتكبه تحالف العدوان السعودي بحق مدنيين يمنيين; لكن ومن يا تراه سيحاسب بريطانيا نفسها? ?نها مدبرة وشريكة فاعلة في كل هذا الجرائم "بحق مدنيين يمنيين! على أساس أن الوزير البريطاني قد أراح ضمير بلاده بمثل هذه التصريحات. التنصل ا?مريكي جاء على لسان مساعد وزير الخارجية, حيث قال "من الممكن أن يتحول اليمنيون ضدهم وسيكون السعوديون ملزمين بإعادة بناء البلاد التي دمرت"! مذهل حقا أن نسمع كلاما إنسانيا بهذا المستوى, كان هذا عن الشرعية الدولية, لننتقل إلى "شرعية" الفارين في الرياض وعواصم الخليج, ركزوا فقط; نائب هادي, خالد بحاح, يقول: "تحية لمملكة الحزم والعزم, ملكا وحكومة وشعبا", والتي بحسب الدبلوماسي الأمريكي هي نفس المملكة التي دمرت اليمن! مذهل ومروع وفوق كل وصف! ثمة خيط داعشي مشترك يربط بين كل المذكورين أعلاه, إن بصفاتهم الشخصية أو الاعتبارية, عالم جميل ونظيف فعلا! الشرعية المتوهمة, الهاربة في الرياض, انقلبت على أولا على جوهر مؤتمر الحوار "إجماع وتوافق وطني", وانقلبت لاحقا, عندما رفرف علم الانفصال خفاقا, أثناء زيارة نائب هادي, خالد بحاح, إلى خور العميرة في لحج, بصحبة جنود إماراتيين مرتزقة. أعد مقترح تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم باطلاع السفير الأمريكي, وتبناه المبعوث الأممي السابق, جمال بن عمر, وفرضه هادي قسرا, كل هذا جرى تحت يافطة "إجماع وطني", مع أن كل اليمن مغيب تماما, وواحد فقط, هادي, وحده المتواجد في مسار الاحتيال هذا. أتى هادي بمحمد علي أحمد كممثل للحراك في الحوار, والذي أسس مؤتمر شعب الجنوب أواخر 2012 , برعاية هادي وتأييد ضمني من بن عمر وعدد من الدول الراعية للمبادرة الخليجية. حتى محمد علي أحمد, رئيس فريق القضية الجنوبية في الحوار, الذي انسحب فيما بعد, كان رأيه في مقترح التقسيم هذا "لا يخدم إلا نفس القوى الشمالية المهيمنة والمافيا الدولية", والحزب الاشتراكي رأى أيضا "يستحضر واقع التجزئة الاستعمارية لما قبل الثورة والاستقلال". من الذي انقلب على شرعية المرحلة الانتقالية إذن؟ زبدة القول أن "الشرعية" التي أرادت تمرير هذه الخيانة عبر فخ الحوار, تعمل جاهدة على تمريرها الآن عبر اللجوء إلى التدخل العسكري الخارجي, وتحت يافطة براقة أخرى "التحالف العربي", بينما اليد الخفية البريطانية والأمريكية حاضرة, وفي مبلغها المخيف. واحدة تشد وترعد, والأخرى تلين وتلاطف, بهذا التكتيك تتبادل الأطراف الرئيسية المشاركة أدوار العدوان, بريطانيا وأمريكا من جهة, والسعودية من جهة أخرى, أما هادي وبحاح فأصغر من أن يكونا حتى مجرد كومبارس, وداعش والقاعدة والإصلاح كذلك.