للسعودية قلبان.. قلب أبو جهل وقلب ابن المغيرة. ولنا قلب عمار. لذا لا سبيل إلى سماء صافية بيننا. سيظل الغبار والدمار والظلام والدخان كثيف. جمرة الحقد التي كانت يوم قال الرسول لنا "الإيمان يمان" ما تزال على حالها، تتقد، تنفجر، تتسرب تحت ستر العقيدة، خلف ثوب الصلاة، عبر صوت المؤذن، لكنها ما تزال على حالها نزعة جاهلية. للسعودية قلبان.. واحد لذبح الجنود باسم الإله، لتفخيخ أجسادنا وتفجير أحلامنا وتدمير تاريخنا، قلب له طائرات تقصفنا في المساء كي ننام وتقصفنا في الصباح كي نقوم لأعمالنا وتقصفنا بين قصف وقصف كي نكون يمانيين أكثر. وقلب رقيق، مهادن، مداهن صوبوا وجهه إلى الغرب، حيث سيد ساداتهم. قلب مبتسم دائما، يفتح خزائنهم، أرضهم، هويتهم للغريب. قلب مطيع.. إذا قام سيدهم استجاب.. إذا نام سيدهم استجاب.. إذا قال سيدهم استجاب. ولنا قلب عمار مليء بنا، قلب على حاله منذ عام الوفود، حاسم مثل بدر، جامع كالكتاب، صارم كالحقيقة أصلها ثابت فرعها في السماء. حين كنا طغاة عبدنا القمر. حين كانوا حفاة سجدوا للحجر. حين صرنا شتاتا، حملنا الحياة إلى كل منفى. حين أثراهم النفط اخترعوا للموت أكثر من مسمى، وزعوا القتل ذبحا وشنقا وقصفا وحقدا وغلّا كي يعيش المليك التراب. لنا اسمنا.. خلقه الله يوم أن قال للأرض كوني فكانت. ولهم نكتة عمرها ثلاث لكنها زائلة.. زائلة ذات يوم قريب. لذا وفروا جهدكم.. لا مشترك بيننا.. بينهم. نحن كنا.. وهم لم يكونوا. نحن سدنا.. وهم لم يسودوا. نحن صرنا.. وهم لن يصيروا. الشمس تعرفنا نحن وغدا سوف تمنحنا دفئها وسنعبر.. نعم سوف نعبر.