البطل يوسف أسار ذو نواس الحميري، انتحر غرقا في البحر قبالة ساحل قنا (بئر علي بشبوة حاليا)، لما وجد أنه مغلوب أمام الغزو الحبشي- الروماني الأول لليمن عام525 ميلادي، ولما انتشر الغزاة في أرض اليمن، قام الحميري سميفع أشوع- ذو الكلاع، يقود حركة تحرير وطنية، أهلك فيها الغزاة، وذكر مؤرخون أن معظم " السود والحمر"، أي الأحباش والرومان، وكان عددهم أكثر من 30 ألف غاز، هلكوا في اليمن، ولم ينج منهم إلا الشارد أو الهارب.. وفي ميناء قنا(بئر علي بشبوة حاليا)، جرت معركة في العام نفسه، بين اليمنيين الذين يقودهم الحميري سميفع أشوع- ذو الكلاع، وبين الغزاة الذين يقودهم كالب ملك الحبشة وأكسوم، وقد هزم هذا الأخير مع من تبقى معه، ثم طاردهم اليمنيون إلى سواحل الحبشة، وهناك تمكنوا من قتله والذين بقوا معه.. وبعد هذا النصر المؤزر، عاد الحميري سميفع أشوع إلى ميناء قنا، وكان أول ما بدأ به النظر في أمر "حصن ماوية"، وهو حصن قديم دمر أثناء الغزو، فأمر بإعادة بناء ما تدمر من الحصن، وإصلاح الطريق المؤدي إليه، وإعادة ترميم خزاناته (الصهاريح)، والمعبد القديم فيه، ثم أمر بنقش عبارات مسندية على صخرة سجل فيه قصة المعركة الوطنية مع الغزاة.. وحصن ماوية هذا، شيد فوق جبل صغير قرب ميناء قنا، وهذا الحصن هو نفسه المعروف اليوم بحصن الغراب، ولا تقل أهميته التاريخية والآثارية عن أهمية قلعة صيرة في عدن، وحصن ماوية أو حصن الغراب يعد أهم معلم آثاري وتاريخي في محافظة شبوة، ومن أهم معالم التاريخ اليمني، لارتباطه بتلك الذكريات أو الأحداث التاريخية التي أشرنا قبل إلى بعض منها، ولما فيه من آثار ولا يزال مركز بحث عن آثار محتملة.. حصن الغراب في بئر علي بشبوة، يتعرض منذ أيام لعدوان متعمد لم يسبق له مثيل منذ الغزو الحبشي الروماني لليمن عام 525 ميلادي.. المعتدون معروفون، واهدافهم مكشوفة.. نعرف مثلا لماذا يدمرون حصن الغراب الآثاري الذي له دلالة قيمية في الضمير اليمني.. وقد دمروا من قبل كل معلم تاريخي وآثاري قدروا عليه، وكان العدوان على الآثار، من بين أهداف العدوان السعودي- الوهابي.. نعرف أنهم يعملون من أجل طمس تاريخ الشعب اليمني، وأنهم بذلك يحاولون القول إن التاريخ يبدأ من عندهم أو من عصرهم..يحاولون كتابة تاريخ يخصهم.. ولن يقدروا.. على أنه إذا كان أهل المكلا وشعابها عاجزين عن حماية آثارهم ومواقعهم التاريخية والدينية من متفجرات ودكاكات تنظيم القاعدة وحلفائه، بحكم أن مدمري الآثار هؤلاء هم الذين يحكمون المكلا وشعابها، والأهالي مغلوب على أمرهم،، فلا ندري لماذا سمحت سلطة شبوة، أو سمح العميد النوبة عميد الحراك الجنوبي بتدمير حصن الغراب، بينما كل القوة العسكرية بشبوة في يد العميد؟