اقبلوا بهذا الرجل الخارج للتو من سلطانه بشموخ كل أباطرة الأرض وثبات كل أصحاب القيم والمبادئ. اقبلوا بهذا العملاق الذي تساقطت مؤامرات أعدائه تحت قدميه وسار ليطأها ويحقق لنفسه ولشعبه ولوطنه تاريخا من العز ومكانا تحت الشمس، حتى لو جحده الجاحدون. اقبلوا بهذا الشهيد الحي الذي ذاق القتل أشكالا وخرج من بين براثن الموت ليعيد صياغة ملحمة جديدة لم تكتمل في السلطة فأراد أن يكملها فردا خارجها ولا يزال سائرا في طريق التمام. اقبلوا بهذا البطل الكهل الذي عجنته التجارب وعركته السنين فأصبح لا ينطق إلا بالحكمة ولا يرفع إلا صوت التحدي السائر نحو النصر. اقبلوا بهذا الحكيم الذي يعرف أين يضع قدمه وأين يخط حروفه وأين يطلق كلماته فتحدث أصداءها التي لا تخطئ وتحقق غايات أمة وآمال وطن. اقبلوا بهذا الذي لا ينازع أهل الأمر أمرهم يسير نحو النصر على الأعداء والخونة لا يلوي على شيء لا يطلب من أحد رفدا ولا عونا ولا يلتفت إلا إلى عون الواحد القهار في ملكوته. اقبلوا بهذا السمح العاقل الذي يدافع عن غيره أكثر مما يدافع عن نفسه حين يكون هذا الغير في نفس الصف ولنفس الغاية يناضل ويجاهد. اقبلوا بهذا العملاق الذي قضى ثلث قرن يروض آل سعود كما يروض الحاوي ثعابينه حتى لا يتسرب سمومها فيقتل شعبه. اقبلوا بهذا الصامت الوقور الذي كشفت لنا الأيام أنه كان يلعب بتناقضات آل سعود الداخلية ليخلّص شعبه من مكرهم وكيدهم وشرهم والناس يظنونه عميلا لهم حتى أبانوا لنا هم قبل أن يبين هو حقيقة الأمر. اقبلوا بهذا الذي حشد ويحشد كل جمهوره وكل محبيه وكل ذخيرة عمره المادية والمعنوية لمواجهة العدو الشيطاني البغيض آل سعود والخونة من غلمانهم وعبيد أنعامهم. اقبلوا بهذا البشير بالنصر الرافع لكف التحدي في وجه الأعداء الباسط يده لكل الأحباء الصابر على نزق الجاهلين وحماقة الحمقى والمغفلين. اقبلوا بهذا المؤمن ذي الفطرة السليمة المستعين بالله الواثق بنصره الجامع لعباده غير المفرق بينهم الذي لا يعرف من أخلاقه الحقد الأعمى الذي يذهب بالبصائر ولا التعصب الذي يذهب بالصواب. اقبلوا بهذا الذي لا يريد منكم جزاء ولا شكورا ولا يطمع بما في أيديكم ولا ينازعكم حتى المجد الذي يتقلب فيه ونال من مساحاته ما يعجز غيره ولم يعجزه. اقبلوا بهذا القائد الذي ذخر لكم العتاد والسلاح والميرة وجيّش الجيوش لكم لمقارعة الأعداء حتى النصر أو النصر. اقبلوا برجل يقدم أمنيات الشهادة على النصر في منازلة كلف نفسه بها ولم يكلفه أحد ولكنه رأى أن مثله لا يليق به إلا أن يكون في هذا الموقف الذي يتوج عمرا من الشموخ والتحدي والصبر والمنازلة للقهر والطغيان الأعرابي الصهيوني الصليبي. اقبلوا بوجود آخر التبابعة العظام بينكم فردا قبل أن تفقدوه يا أولي العقول والألباب يشرف جمعكم ويعزز نصركم ويتوج أمجادكم.