حتى لو كان "أنصار الله" مجرمين وإرهابيين ومصاصي دماء.. وأكثر، هذا لا يبرر لفصائل المقاومة ارتكابها لجرائم حرب، ولا يعفيها من مسئولية ممارساتها الإرهابية. بالعكس، تحكك المقاومة بجرائم الحوثيين، يدفع إلى المقارنة، والمقارنة ليست في صالحهم، خطايا المقاومة على الأقل خلال" تحرير تعز"، لشدة شناعتها، تجعل ممارسات الحوثيين، خلال دخولهم هذه المدينة، تبدو مجرد أخطاء واردة قابلة للتطبيع والتعايش!. ثم ما الذي ارتكبه الحوثيون خلال تمددهم من صعدة إلى عدن؟! نعم، مارس هؤلاء الكثير من السلوكيات المتعجرفة والخاطئة، بل والجرائم بحق الدولة والمجتمع المدني، كنهب الأسلحة، ودخول غرف النوم، بجانب الكثير من الاعتقالات التعسفية، والمخالفات القانونية.. لكنّ: السحل والسلخ والصلب والنهب والسلب.. الذي مارسته وتمارسه فصائل المقاومة كلما استولت على منطقة يجعل ممارسات الحوثيين تلك فقط مادة للمقارنة. تدمير المنازل على أهلها، وهي جرائم دأبت عليها بشكل خاص طائرات العدوان السعودي، تجعل الممارسات الحوثية المرفوضة، كتفجير بعض المنازل المهجورة لبعض الخصوم، تبدو كما لو كانت عادية وعادلة! لا شيء يبرر للإرهاب، ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى.. وتبرير جرائم الذات بجرائم الآخر لوثة فكرية، وطريقة متهافتة للتنصل من الجرم، وشرعنة الممارسات المنافية للأخلاق والقوانين والأعراف.. والقيم الدينية والإنسانية.