هل يمكننا إدراج ما يكتبه إعلامي مثل أسامة ساري ضمن المهاترات التي اعتدناها من بعض الأصوات غير المسؤولة داخل صفوف المؤتمر وأنصار الله؟؟ شخصيا لا أعتقد ذلك.. بل أرى ا?مر مختلفا. يوجد فرق بين الأصوات الصبيانية المعتادة والخاصة بالمهاترات بين الطرفين وبين المحاولات التي أجدها أعمالا متعمدة تهدف لخلق فتن. في الحقيقة لم أجد إعلاميين مؤتمريين (أو محسوبين على المؤتمر) يتهجمون على قائد أنصار الله ويجرحون في شخصه بالطريقة (المريبة) التي ينتهجها أسامة ساري أو فارس أبو بارعة، أو غيرهما، في تهجمهم على قائد المؤتمر ونجله. هنا لا داعي للتفصيل في هذا الخصوص أو لسرد أمثلة مما يكتبه هؤلاء. لكن الذي لا شك فيه هو أن أتباع عبدالملك الحوثي لن يستطيعوا احتمال فكرة أن يتعرض قائدهم لكلام بذلك المستوى الذي يصدر عن بعض المحسوبين عليهم تجاه رموز سياسية وطنية لها وزنها وحجمها وتاريخها كما لها شعبيتها وجماهيريتها، ومن الخطأ الاستخفاف بكل ذلك إلا في حالة واحدة فقط.. وهي تعمد إثارة الفتنة. أولا: ينبغي أن يكون واضحا أنه لا أحد فوق النقد كائنا من كان. وهذا ا?مر، من وجهة نظري، أمر لا يوجد له حدود أو موانع على الإطلاق مهما كانت الظروف أو التحديات. لا أحد منزه أبدا ولا مبرر لقمع الأصوات الناقدة مهما كانت حدتها.. غير أني أعتقد أننا أمام حالة مختلفة تماما. التهجم على الرموز الوطنية للمؤتمر أو الرموز الوطنية لأنصار الله، والتي تحظى بجماهيرية طاغية، بذلك الأسلوب ا?رعن وفي هذا التوقيت بالذات، لا أجده عملا يندرج تحت ما ذكرت قبل قليل، ولا أجده عملا سليم النية أو المقصد والطوية.. أبدا. هذه ليست أعمالا عفوية بل ممنهجة ومتعمدة ولها أهداف خبيثة. في نفس الوقت هي أعمال غبية أيضا لأن هذه الطريقة دائما تسبب نتائج عكسية تماما، واسألوا من قبلكم. الخلاصة: توجد محاولات متعمدة وغير بريئة لخلق فتن بين القوى الوطنية، وينبغي إيقافها لأنها أعمال دنيئة وخبيثة ومن الصعب إدراجها ضمن المهاترات الصبيانية التي تعودنا عليها، والمؤكد في النهاية أن هكذا أعمال (وفي جميع الأحوال) تضر بأصحابها ومن وراءهم بالدرجة الأولى.