في الكويت تحاول السعودية أن تظهر كأنها في دور الوسيط، وتستميت في أبعاد نفسها عن موضع المتهم المدان، وتوغل في الإصرار على إبقاء وفد الرياض قفازات في يديها منذ بدء العدوان.. في الكويت يحتشد العالم بسذاجة خلف طاولة مثقلة بهشاشة الاتفاقات وضياع الوقت، وضعف الأطروحات والرؤى العقيمة، التي لا تريد أن تستشرف مستقبلا وطنيا وشعبيا يسيطر عليه اليمنيون بكل أطيافهم ومشاربهم ورؤاهم.. مستقبل يملؤه الأمل ويحيطه الحق والخير والسلام.. ربما لأن وفد الرياض يتمترس في خندق الديوان الملكي، ويتجاهل كون الإعاقة والعراقيل المفتعلة، التي تتهدد نجاح العملية السياسية، واستتباب الحل السلمي، الذي لم تعد تتمثله الغارات الجوية والقصف، واستمرار التحليق فوق صنعاء وكافة المحافظات الأخرى، بل تتمثله القوات الأمريكية الغازية المتوافدة، والمتواصلة دفعاتها إلى محافظات الجنوب واحدة بعد الأخرى، بينما تفتح الأممالمتحدة والمجتمع الدولي عين على المفاوضات، وتُغلق الأخرى عن الموانئ والمطارات العسكرية والمدنية في المكلا وعدن والعند.. والذريعة طبعاً البضاعة الأمريكية "القاعدة وأخواتها" التي لم ترجع لهم بل أتوا لها بأنفسهم. في الكويت تطول الجلسات لساعات، وتُعلق لساعات وتعود بملاسنات، وتهدأ بتصريحات أممية مطمئنة وكل هذه الجولات لسان حال الكر والفر فوق الطاولة، وفي ميادين سياسية أخرى تستمر المؤامرات على اليمن، ويستمر الغي والغل السعودي على أعلى وتائره، وتظل الرغبة الملكية الممرخة بالتواطؤ الأممي سائرة على فرض الإرادات ضد طرف من الأطراف المتحاورة، وبالأخص ضد الطرف الأكثر جدية والأكثر رغبة والأكثر حرصاً لتقديم الرؤى الانفراجية المنطقية، حيال عجز واضح من الطرف الآخر على تحريك أي نقطة من نقاط التفاوض، بالرغم من أنها نشأت إملائياً وبطريقة أحادية، وكلما انسد طريق المفاوضات لجأوا إلى السفراء الأجانب وقيادة مجلس التعاون، وممثلي الثماني والعشر والثمانية عشر كنسق ثان للضغط على وفد القوى الوطنية، ويتضح إزاء ذلك أن الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة وعق والديه عق والديه. هؤلاء أيها الناس هم ذات الأدوات، التي تعيث بالبلد منذ عشرات السنين، وسيماهم في وجوههم.. أتعرفون ما هي سيماهم.. هي التالي: عدم وجود مشروع وطني لديهم وقد عجزوا عن تقديم رؤيتهم للحل، وتسليمها لولد شيخ في الكويت، رغم إعطائهم الوقت. لا يستطيعون إيجاد أي وسيلة أو طريق للتفاهم، مع المحايث الوطني السياسي مطلقاً، فحين خرجوا للساحات، خرجوا بعد مشاورات وتطمينات وتحريضات قدمت من خارج اليمن. يتصارعون فيما بينهم وفي كواليسهم، على المال السعودي وراتب الضمان الذي يلهثون وراء الرياض، لنيله منذ زمن.. فكيف ستنجح المفاوضات بالله عليكم.. المخاض صعب على الخونة.