أربكت مشاهد ميدانية للقوات اليمنية، الجيش واللجان الشعبية، داخل قرى في قطاع جيزان، العدوان السعودي، ما انعكس في تغطيته الإعلامية المكثفة، فضلاً عن 22 غارة شنتها طائراته على قرى متفرقة في قطاعي جيزان وعسير. وقالت مصادر عسكرية في الحدود ل"اليمن اليوم" إن العدوان السعودي كثف غاراته الجوية على قرى ومواقع خسرها في جيزان وعسير عقب بث الإعلام الحربي عصر أمس مشاهد للسيطرة الميدانية للجيش واللجان، وحجم الدمار الذي خلفته المواجهات في آليات العدوان وحجم الدمار الهائل في منازل المواطنين بفعل عشرات الغارات. وأوضحت المصادر العسكرية أن طيران العدوان شن أمس 22 غارة استهدف ب7 منها وادي (الزهيرة) وجبل (الدود) في الخوبة، جيزان، و15 غارة على مناطق متفرقة في الربوعة عسير، معتبرة الغارات بأنها "محاولة يائسة لاستعادة مواقعها في تلك المناطق". وكانت وزارة داخلية العدو أعلنت، أمس، مقتل العريف مشاري سعد الشهراني خلال مواجهات في عسير، وآخر بعملية قنص في منفذ الخضراء التابع لمحافظة خباش، قطاع نجران. وكثفت قنوات العدوان (العربية، الحدث، والإخبارية السعودية) تغطيتها للمعارك فيما تسميه (الحد الجنوبي)، وأظهرت قوات العدوان مشاهد لجنود سعوديين وهم مرابطون في مواقعهم، ولكن دون أن تحدد أين تقع تلك المواقع. وكان الإعلام الحربي، بث عصر أمس، مقطع فيديو يظهر مشاهد حديثة من عمليات للجيش واللجان في قطاع جيزان. وتتضمن المشاهد سيطرة الجيش واللجان على قريتي قمر والخل واللتين تقعان في النسق الدفاعي الثاني للعدو بعد مواجهات "عنيفة" خلفت دماراً واسعاً في القريتين و(19) آلية للعدو، ما بين مدرعات (برادلي) ودبابات (إبرامز) وأطقم عسكرية وناقلات جند. وفي المقطع الأول تظهر آلية عسكرية بالقرب من قرية قمر دُمرت وهي في الطريق إلى القرية، وبمجرد الدخول إلى قرية قمر تظهر مشاهد ل6 آليات ومدرعات متنوعة دُمرت في المعارك السابقة. ومن التجول في قرية قمر، تظهر أغلب المباني السكنية وقد دمرت بشكل كامل بفعل عشرات الغارات التي شنها طيران العدوان السعودي بغية استعادة القرية بالتزامن مع زحوف القوات البرية، ولكنها مُنيت بالفشل وتضاعفت على إثرها خسائر القوات السعودية. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش السعودي كان قد حول قرية قمر ومختلف القرى الحدودية إلى ثكنات عسكرية بعد تهجير السكان منها، قبل أن يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية ويتمركزون فيها. وفي قرية قمر أيضا وفي جهة أخرى تظهر 4 آليات ودبابة نوع (أبرامز) دُمرت في محاولة الجيش السعودي استعادة القرية، ويظهر عليها أيضا آثار الصدأ بعد بقائها لمدة أشهر على هذه الحالة. وفي مشهد آخر تظهر دبابة مدمرة كليا وآليتين تم تدميرهما جنبًا إلى جنب خارج قرية قمر. أما في قرية (الخل) والتي لا تبعد كثيراً عن قرية قمر، فتظهر آلية عسكرية مدرعة تتبع حرس الحدود السعودي وتم تفجيرها بلغم أرضي إلى جانب سيارة عسكرية، وكانت تحوي قائد حرس الحدود بمنطقة الحرث، العقيد حسن غشوم، والذي لقي مصرعه في العملية. وبالدخول إلى القرية يظهر أن بعض المباني قد دمرت من قبل الطيران السعودي بعد محاولات يائسة لاستعادتها، وكانت القرية تعتبر أحد المعسكرات التي استحدثها الجيش السعودي بعد تهجير أهلها. وفي المشهد الأخير من قرية الخل، تظهر آليتان سعوديتان تم تدميرهما في أطراف قرية الخل، كما يُظهر المشهد عدداً من أبطال الجيش واللجان وهم يحملون حطام مروحية استطلاع تابعة للقوات السعودية، تم إسقاطها أثناء تحليقها في سماء منطقة الخوبة في جيزان. وتأتي هذه المشاهد بعد أيام من مشاهد مماثلة ولكن في قطاع نجران، تظهر القوات اليمنية -الجيش واللجان- وهي على مشارف مدينة نجران مركز إمارة نجران. من جهته قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد" إن بلاده بقيادة محمد سلمان خسرت الحرب على اليمن. جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها أمس على (تويتر) قائلاً: "مع الأسف أخشى أن الحوثيين وعلي صالح كسبوا المعركة عسكريا وسياسيا واستخباراتياً في المعركة مع السعودية، ونحن بقيادة محمد سلمان خسرناها عسكريا وسياسيا واستخباراتياً". ولفت مجتهد إلى حجم الصراع الدائر بين بلاده والإمارات، مؤكداً أن الاغتيالات في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى هي محصلة هذا الصراع. وأضاف: "ليست شكوكا.. الإمارات متورطة قطعا بالاغتيالات والأمر شبه معلن والسعودية تمنع التصريح بذلك حتى لا يقال هذه نتائج عاصفة الحزم". كما أشار المغرد السعودي الشهير إلى قرار الملك سلمان، بصرف راتب شهر للمقاتلين بالحد الجنوبي (جيزان ونجران وعسير)، والمشاركين بالعدوان على اليمن. وأضاف: "راتب الشهر كذلك، رغم أنه شيء تافه لكنه دليل آخر على قوة تأثير التويتر الذي امتلأت صفحاته بمقارنة أوضاع المقاتلين مع أوضاع الباذخين في طنجة"، في إشارة إلى بذخ الملك سلمان وحاشيته خلال قضاء إجازته السنوية في طنجة بالمغرب. وتابع: "كدليل على قوة تأثير التويتر اضطر محمد سلمان مرغما أن يعيد والده من طنجة قبل الموعد المحدد (30 أغسطس) بأسبوعين فلا تستهينوا بنشاطكم".