[email protected] لا جاذبية للخمسين الريال، فكروا في الدولة وأوجدوا لها هندسة بديلة، الدولة لا تصدأ ولا تموت من طلقة، أو تهترئ من نقل بنك إلى عدن، منطق الدولة لا ينتهي معه البدائل والحلول. هذا الغياب يشبع غرور العدوان، كما لو أنه صيد ثمين عثرت عليه مجموعة من الغوغائيين والهمج الذين يتربصون بنا إلى أن يشاهدوا آخر فصول هلاكنا، هم يعلمون أن رحلة الحرب التي نخوض تفاصيل حقدها مكشوفة، ولازلنا نقف في المنصة التي لا وجود لمنطق الدولة عليها. بدلاً عن الخمسين ريال كان يفترض أن تُعلن حكومة كفاءة أو أن يتم حث التجار ورؤوس الأموال على إيداع حساباتهم كودائع وبث التطمينات بوجود دولة وحكومة تتحرك على أساسها الضمانات المشتركة، وأن تمضي الحلول بالتوازي مع الغرف التجارية. ينقصنا الاقتصاد الخبير لنكون أقوى، مستوى الحرب التي وصلنا إليها بعد عام ونصف ليست تجربة قابلة للتخمين كما أنها ليست ثقافة قادمة لاختبار مزاجنا الشعبي في "الصمود والإرادة" وتحديد مدة الغوص تحت مياه الحصار، نحن نواجه عدوان مستميت في تجويعنا، وكلما التقط أنفاسه التفت يلمح العالم بعينه اليسرى فتطمئن كل العيون بأن المملكة لم تنته بعد من عد النقود التي تقبضها لقاء صمتها وسكوتها المدفوع ثمنه. بمنطق الدولة سنكون أكبر، وسيجعل من تبقى من أحرار العالم أمام فرص متاحة ليمدوا أيديهم إلينا ويعترفون بوجودنا بدلاً من الحيرة التي أغرقناهم بها حتى وهم يفكرون بنقل معاناتنا. مؤسسات النقد والاقتصاد تحصر كم طلقة ستخرج من بطن الحصار، وعند أي طلقة تنتقل لخيار بديل، وتفهم كم طلقة يمكننا احتمالها، وحين يعمد المعتوه هادي في التلاعب بمصير شعب، وقتها لا يجدر بنا مناشدة الإرادة والصمود، وفي الضفة الأخرى تنخر فينا العشوائية والتخبط وتدفع بنا إلى السقوط من نافذة خلفية لجدار الانهيار، العودة لمنطق الدولة سيكون أجدى قليلاً من التحديق للمرتزقة وهم يشيرون إلينا بشماتة، لنستمع إلى أكبر معدل وصلت إليه سفالتهم وهم يتشفون بعجزنا.. وسيهتفون بشرعيتهم لكن هذه المرة سيهتفون بحماس أكبر. الدولة التي نبحث عنها لازالت ملقية على الأرض، وعلى المدى القريب لا نتمنى غيابها أكثر، كي لا نكون هذا الوجه الذي يريده لنا العدوان..!!