اعتبر المبعوث الصيني للشؤون السورية شيه شياو يان، أن القتال الدائر لاستعادة حلب والرقة "معقد للغاية"، وذلك "نظراً لتباين الأطراف المنخرطة فيه حيث تقاتل قوات سوريا الديمقراطية في الرقة والجيش السوري في حلب". وأشار المبعوث الصيني في حديث لوكالة "شينخوا" الصينية أمس الجمعة إلى أن المعارك الدائرة في المدينتين، "قد لا تنتهى بين ليلة وضحاها في ضوء وجود عوامل داخلية وخارجية معقدة، أهمها تعدد الجبهات، حيث تحظى "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم واشنطن، فيما يحظى الجيش السوري بدعم موسكو". ولفت شيه شياو يان إلى أن انخراط قوى مختلفة في الأزمة السورية و"سعي كل منها إلى تحقيق مصالحه الخاصة"، يجعل الحسم في الرقة وحلب متعذراً للغاية في الفترة المنظورة على الأقل". وتساءل المبعوث الصيني "هل لدى الولاياتالمتحدة القادرة على تحرير الرقة نية حقيقية في دحر داعش والقضاء عليه؟"، متوقعاً تراجع الدور الأميركي في الشرق الاوسط بعد تولي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة، لأن الأخير "سيركز بصورة أكبر على الوضع التجاري والاقتصادي المحلي الأميركي". وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية فإن المحللين الصينيين يؤكدون أن الرقة تحمل أهمية بالغة بالنسبة إلى تنظيم داعش الذي يعتبرها "عاصمة له"، أما حول مدينة حلب فيرى هؤلاء وفق "شينخوا" أنه "يصعب على الجيش السوري استعادتها خلال فترة زمنية قصيرة". ويأتي الموقف الصيني في ظل إعلان الخارجية الأميركية تصنيف "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على لائحة المنظمات الإرهابية، "مهما غيرت اسمها" وفق بيان الخارجية الأميركية. واعتبرت الخارجية الاميركية أن التنظيم المذكور "سيظل تابعاً لتنظيم للقاعدة في سوريا"، فيما وضعت الخزانة الأميركية أسماء أربعة أشخاص من "النصرة" على قائمة عقوباتها. عسكرياً، نجح الجيش السوري في تدمير آخر تحصينات "جيش الفتح" في منيان غرب مدينة حلب، وإعطاب العديد من الآليات والأسلحة التابعة له للتنظيم المسلح. من جهته كشف الجيش الروسي الجمعة أن لديه أدلة على استخدام المعارضة السورية المسلحة أسلحة كيميائية في حلب. وقال الجيش الروسي إن خبراء من وزارة الدفاع الروسية "عثروا على ذخيرة مدفعية غير منفجرة تعود للمعارضة السورية تحتوي على مواد سامة، ليتبين بعد تحليل سريع أن الذخيرة تحتوي على الأرجح على غاز الكلور والفوسفور الأبيض". وكانت وسائل الاعلام السورية قد اتهمت الشهر الماضي فصائل المعارضة المسلحة، باستخدام "غاز سام" في هجومها على غرب حلب.