كشف الكاتب السعودي جمال خاشجقي، المقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، عن جزء مهم في كواليس نظام الرياض ومرتزقتها، وأسباب قبول نظام بلاده لخطة كيري دون استشارة الفار هادي وحكومته. وقال خاشقجي في مقال نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية التابعة للسعودية إن بلاده والإمارات وافقتا على خارطة الطريق التي تفضي إلى إخراج هادي وعلي محسن من المشهد السياسي وتشكيل حكومة وطنية بواقع ثلثين لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وثلث لما تبقى من الشرعية (حكومة المرتزقة) إن كان هناك شيئاً متبقياً من (الشرعية) حسب وصفه. وأوضح خاشقجي أنه -عقب إعلان كيري اتفاق مسقط بيومين- التقى هادي وعلي محسن وبن دغر، كلا على حدة، ووجدهم غاضبين وقلقين ورافضين تماماً لخريطة ولد الشيخ وإعلان كيري، مضيفاً (أتوقع أنني لو التقيت بهم الآن، فسأجدهم أكثر غضباً بعد إعلان الهدنة). ولفت إلى أنه سمع مبررات موحدة من الثلاثة (هادي، ومحسن وبن دغر) مفادها أن إيران لا تهدد (الشرعية) وإنما اليمن بشكل عام منطلقا لتهديد السعودية، وأن خارطة الطريق هذه لا تشكل حلاً للأزمة اليمنية وإنما تؤسس لحروب. وغالباً ما يجري العزف على هذا الوتر كفزاعة لحمل المملكة على المضي في الوحل اليمني لاصطياد إيران. وتطرق خاشقجي إلى يأس بلاده وارتفاع كلفة الحرب دون تقدم ميداني، مقابل ما أسماه (المزاج المقاوم) لدى هادي ومحسن وبن دغر، مشيراً إلى التصعيد الأخير في تعز وأن هادي شدد على تعزيز هذه الجبهة وأنها الطريق الرئيس إلى صنعاء، فيما علي محسن ورغم تعثره في مأرب –حسب خاشقجي- يعد باختراق كبير في جبهة نهم ويصر أنها الطريق إلى صنعاء، وبن دغر يؤكد (لن نقبل بالحوثيين حتى لو تخلى عنا العالم كله). وأشار خاشقجي إلى الدور المنوط بعلي محسن وحالة اليأس لدى نظام بلاده (المملكة) قائلاً إن مساعيه لإغراء قيادات في الجيش من رفاق سلاحه القدامى تعرضت لانتكاسة كبرى في الغارة الخاطئة التي استهدفت صالة العزاء بصنعاء. وفي تبريرات علي محسن للفشل قال خاشقجي إن علي محسن روى ضياع الفرص معتبراً أهمها كانت عقب السيطرة على عدن (ضاعت علنا فرصة بعد تحرير عدن في يوليو 2015م وتقدم قوات التحالف نحو تعز، ارتفعت معنويات سكانها والمقاومة، حتى محافظة إب تحررت، وطرد أهلها الحوثيين وقوات صالح، لكن جاءتهم الأخبار بتوقف التقدم ضمن التسعين الخط الفاصل بين اليمن قبل الوحدة) فانهارت المعنويات. خاشقجي لفت في ختام مقاله إلى مأزق بلاده جراء استمرار الحرب دون أي تقدم عسكري وتساءل: هل يمكن استمرار الحرب الجوية التي باتت مكلفة، ليس مادياً فقط وإنما تعرض الرياض لضغوط دولية وهجمات إعلامية، مع تقدم عسكري بطيء من قبل الجيش الوطني اليمني، حسب توصيفه.