بعث الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق- رئيس المؤتمر الشعبي العام برقية عزاء ومواساة في استشهاد العلّامة القاضي يحيى محمد موسى، الذي ارتقى شهيداً، صباح أمس، برصاص الغدر والإرهاب وسط مدينة ذمار.. وفيما يلي نص التعزية: الأخ الدكتور/ أحمد يحيى محمد موسى وإخوانه.. وكافة آل موسى بمحافظة ذمار حياكم الله لقد فجعنا وتألمنا كثيراً عند سماعنا نبأ استشهاد والدكم العلّامة القاضي يحيى محمد موسى الذي امتدت إليه يد الغدر والإثم والإرهاب الذي عانت منه بلادنا -ولازالت تعاني منه الأمرّين- نتيجة الحقد ونزعة الانتقام والتطرُّف والغلو التي تسكن نفوس أولئك الذين جعلوا من أنفسهم أوصياء على ديننا الإسلامي الحنيف وارتهنوا لأعداء الوطن في الخارج ويشاركونهم بالفعل والعمل في العدوان على اليمن أرضاً وإنساناً، بعد أن أشاعوا ثقافة البغضاء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد إشباعاً لرغباتهم ونزوعهم نحو السلطة ولو على أشلاء وجماجم الأبرياء، خدمة لمخططهم التآمري الخبيث على الأمة الإسلامية. لقد خسر الوطن واحداً من علمائه المعتدلين المجسّدين للوسطية والاعتدال، النابذين لثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن والدين الواحد، الداعين إلى التسامح والتعايش وترسيخ ثقافة المحبة والإخاء، وتوجيه كل الطاقات والجهود الوطنية لمواجهة العدوان الغاشم والهمجي الذي يتعرّض له شعبنا ووطننا، الرافضين لأساليب المزايدات ورفع الشعارات الزائفة والكاذبة المدغدغة لعواطف الناس زوراً وبهتاناً باسم الدين الذي هو منهم براء. ولقد كان الشهيد -رحمه الله- من دُعاة التآلف والتكاتف، والمستنكرين لنزعات أولئك الذين شكّلوا الحاضنة والمرتع للإرهاب والإرهابيين والذين طالما حلموا أن يفرضوا ثقافة العنف والإرهاب والتطرُّف على شعبنا ووطننا والذين نكثوا بالعهود والمواثيق وتنكّروا لقيم الولاء الوطني، وعاثوا في الأرض فساداً، ومارسوا أعمال القتل والاغتيالات لمن يخالفهم الرأي والتوجّه السياسي، وأذاقوا شعبنا الويلات جرّاء ما ارتكبوه من جرائم إرهابية ولجوءهم إلى أساليب يمقتها ويرفضها ديننا الإسلامي الحنيف وتتأفف منها أخلاقيات وقيم شعبنا اليمني العظيم، وفي مقدمتها أساليب التفجيرات بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والاغتيالات بمسدسات كاتمة للصوت، دافعهم في ذلك السلطة وليس غيرها، متناسين أن شعبنا اليمني الحُرّ اختار الديمقراطية والشورى نهجاً ووسيلة للوصول إلى السلطة بإرادة شعبية حُرّة. إننا ونحن نشاطركم أحزانكم في استشهاد والدكم المرحوم القاضي العلّامة يحيى محمد موسى، التي هي أحزاننا وأحزان كل يمني حُرّ شريف يرفض الإرهاب والتطرُّف والغلو والممارسات الوحشية، فإننا نبعث إليكم بصادق التعازي وخالص المواساة باسمي شخصياً.. وباسم قيادات وهيئات وكوادر وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام، ونبتهل إلى المولى -جلّت قدرته- أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه الدرجات العلى في الجنة مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا.. وأن يلهمكم جميعاً الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون