لو مسحنا من ذاكرتنا كل ما سمعنا وشاهدنا وقرأنا من كذب وسائل إعلام تحالف العدوان السعودي التي ليس فيها من الصدق غير أسماء المذيعين والمحليين، ولو افترضنا أننا قادمون من كوكب آخر لم نسمع فيه العسيري والمرعي وأول ما صادفنا من أخبار الكرة الأرضية هو ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصادر عسكرية سعودية أن نحو 700 مدني سعودي ومقيم سقطوا قتلى وجرحى جراء سقوط أربعين ألف قذيفة وصاروخ أطلقها الحوثيون وقوات صالح على نجران وجيزان منذ بدء الحرب، لاعتبرنا ما ذكرته الوكالة شهادة للحوثيين وقوات صالح بأنهم يشنون حرباً نظيفة ضد المملكة فالسبعمائة مصاب جراء سقوط أربعين ألف صاروخ وقذيفة نسبة أقل بكثير من المعدل الطبيعي، لكننا لم نأتِ من كوكب آخر وإنما نشاهد خلال عامين أن الجيش واللجان فرسان لا يقتلون أسيراً ولا يجهزون على جريح من جنود العدو، ولا يشنون هجماتهم إلا على مواقع عسكرية ليس فيها مدني، ونعرف أن العدوان السعودي بغارة واحدة فقط على قاعة عزاء في قلب العاصمة أو سوق شعبية أو حفل زفاف يقتل ويجرح أكثر من ألف مدني. ونسمع من ذات الوكالة وكل إعلام العدوان أن كل الصواريخ اليمنية يتم اعتراضها أو تسقط في الصحراء أو الأراضي اليمنية، وأن خبرها اليوم كاذب بنفسه ومكذب لما قاله عسيري بأن اليمنيين قد استهدفوا خمسة آلاف مدني.