أصدِّق ما قاله سفير تركيا في صنعاء فضلي تشورمان أن الأسلحة عند اليمنيين مثل الكارفتَّات عند الأتراك.. لكنه قلَّل من خطورة الأسلحة التركية.. وأنها مجرَّد مسدسات تركية شعبية سلمية. السلاح في اليمن كثير بالفعل، وأكثر من الهموم على القلوب.. ولكن ما للجارتين المسلمتين تركياوإيران ترسلان شحنات السلاح إلى شعب عنده ما يكفي لإبادة اليمنيين عن بكرة أبيهم؟ قال فضلي تشورمان لقناة «السعيدة» بأنه ليس عند تركيا ما تخفيه.. لكنه لم يقل لنا لماذا تأتي المسدَّسات التركية إلى اليمن بالآلاف متخفِّية.. متوثِّبة للقتل الصامت.. ولماذا تفانى في التقليل من خطورتها على ذلك النحو الذي يثير العجب؟ لقد تابعت الحوار كاملاً.. ومع كل سؤال وإجابة كنت أطلب المزيد من الليمون والمزيد من الينسون حفاظاً على سلامة جهاز التلفزيون. يقول فضلي : هذه الأسلحة ليست ذات أهمِّية في تركيا.. والأسلحة التي ضبطت في دبي غير تلك المرسلة إلى عدن.. إنها أسلحة غير قاتلة في تركيا، ولم يفهم أحد كيف للسلاح أن لا يقتل في تركيا بينما يقتل في اليمن.. يا اللَّه.. ما أقواهم وما أضعفنا.. إنها - حسب تعبيره - أسلحة رخيصة هناك، وليس لهم مصلحة تجارية في تصديرها.. ثم إن الأسلحة التي وجدوها في الحديدة خارج الحسبة وفوق العدَّة.. لأنهم وجدوها في الطريق العام.. ثم إن مهرِّبي الأسلحة هم الذين يفعلون وليسوا من مهرِّبي الأسلحة القوية. تحدَّث عن أسلحة القتل الصامت.. وهي بالآلاف.. وكأنها ألعاب أطفال ترشّ الماء وتلطِّف الأجواء.. وأعطانا دروساً في الإعلام وكيف أن بعضه استقصائي والبعض الآخر اتِّهامي.. واشتكى من «الاتِّهامي» دون أن ينسى مطالبة السلطات اليمنية أن تعطيه خبر وصول الأسلحة قبلما تظهر على الرأي العام، لأنه يريد الموضوع سرِّياً، ربما على طريقة يسري فودة في «الجزيرة».. ولم ينس أن يسأل المذيع كيف عرفتم زيارة مسئول الاستخبارات التركية إلى صنعاء.. بل ويسأل الجمهور ماذا نستطيع أن نعمل في تركيا؟ وماذا تستطيع الحكومة اليمنية أن تفعل تجاه أسلحة لا تقتل في تركيا لكنها تقتل في اليمن؟ وعندما يقول له المحاور : أنتم دولة مستقرَّة أعطونا مرسل السلاح حتى نعرف المستقبل.. قال : مَنْ يبحث أكثر هو مَنْ يستقبله.. ومعه حقّ.. ولكن ها نحن نكتشف رغم أن حالة الحكومة بالتنكة.. فيما الغموض التركي حول منشأ السلاح والموانئ والتصدير غامض. أمَّا وقد قال لنا سفير تركيا بأن آلاف المسدَّسات الصامتة المهرَّبة من تركيا هي أسلحة تركية شعبية سلمية.. فأتمنَّى لو تتمّ استضافة سفير إيران ليقول لنا ماذا عن الأسلحة القادمة من إيران؟ وهل هي صواريخ وأدوات للقتل أم أنها هي الأخرى مجرَّد صواريخ إيرانية شعبية وسلمية أيضاً؟