قال السفير التركي في صنعاء فضلي تشورمان إنه ما يزال ينتظر من السلطات اليمنية معلومات حول هوية شحنة المسدسات المضبوطة في محافظة الحديدة غرب اليمن قبل أسابيع. وضبط أفراد الشرطة في مديرية حيس بالحديدة شاحنة مخفي بداخلها نحو سبعة آلاف مسدس قالت وسائل إعلام إنها تركية الصنع، لكن لم يتم التأكد منها بشكل قطعي.
وقال تشورمان في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت إنه طلب من السلطات اليمنية تزويده بمعلومات حول المسدسات المضبوطة وما إذا كانت تحمل أرقاماً تسلسلية أو طبعات بأنها صنعت في تركيا، مشيراً إلى انه لم يحصل على ردود بشأن استفساراته بسبب استمرار التحقيق في القضية.
وتحدث السفير التركي في عن صفقتي الأسلحة التي كانت موجهة إلى اليمن قادمة من تركيا وضبطت خلال العامين الماضيين.
وقال تشورمان ان التحقيقات في شحنة المسدسات التركية التي ضبطت في ميناء دبي 22 مارس 2011، أثبتت أنها ليست مصممة لتكون مسدسات حقيقية، وإنما تُستخدم لإحداث الصدمة وتستخدم رصاصات غير حية، لكنه نبه إلى أنه من الممكن إدخال تعديلات على تلك المسدسات لتكون حقيقية.
وأضاف ان تلك المسدسات صنعتها شركة تركية مصرح لها بإنتاج مسدسات غير حقيقية، وعند مراجعة التصريح الممنوح لها اتضح أنها تخالف شروط التفويض الممنوح لها، وان الشركة فيما يبدو كانت تريد الالتفاف على تلك الشروط والتحايل على القوانين من أجل تحقيق مقدار أكبر من الربحية.
وأشار السفير التركي إلى ان سلطات بلاده ألغت التصريح الممنوح لتلك الشركة، وأودعت مالكها في السجن بحكم قضائي لمدة عام، كما تم تغريمه، في السادس من يوليو 2011، أي بعد 3 أشهر ونصف من اكتشاف الشحنة في دبي.
وتطرق إلى شحنة الأسلحة التي ضبطت في عدن مخفية بداخل كراتين بسكويت في نوفمبر الماضي، والتي قدمت من ميناء ميرسن التركي، وأنزلت إلى جدة، ونقلت بعدها عبر سفينة صغيرة إلى ميناء عدن.
لكنه قال إن التحقيقات ما تزال جارية بشأن القضية، وانه حصل على نموذج من تلك المسدسات مؤخراً وأرسل إلى تركيا التي تجري عليه فحوص مخبرية من أجل معرفة ما إذا كانت المسدسات تركية الصنع، بسبب عدم وجود طبعات للأرقام التسلسلية عليها أو مكان الصنع، وإنما كتب عليها «روجر»، وهي شركة غير معروفة.
وأشار السفير التركي إلى ان بلاده ليست من بين كبار الدول في العالم المصنعة للأسلحة، أو حتى المصدرة للأسلحة لليمن، لافتاً إلى ان صفقات سلاح بكميات صغيرة تمت بين السلطات الحكومية اليمنية والتركية في الماضي.
وقال إن مسدسات شحنة عدن شبيهة من حيث طبيعتها من المسدسات المضبوطة في دبي، وقال إنه استنتج من حديثه مع بعض العارفين بسوق السلاح اليمنية ان اليمنيين لا يفضلون الأسلحة التي صنعت كألعاب ثم تحول إلى أسلحة حقيقية، وإنما يفضلون الماركات الحقيقية والأصلية. ولم يستبعد ما إذا كان المهربون قد يستخدمون اليمن منطلقاً لشحن هذه الأسلحة إلى دول مجاورة مستغلين ضعف الحدود اليمنية.
استغرب السفير التركي في صنعاء فضلي تشورمان تغطية بعض وسائل الإعلام اليمنية لشحنات الأسلحة المضبوطة مؤخراً والتي قال إنها حاولت ربطها بالحكومة التركية.
وقال ان بعضها قفزت إلى استنتاجات دون حتى أن تستكمل التحقيقات في تلك القضايا، مشيراً إلى الهجوم على الحكومة التركية، والسفارة والسفير شخصياً، والذي وصل حد المطالبة بطرد السفير وقطع العلاقات بين البلدين.
وأضاف انه لا يمكن ربط شحنة الأسلحة التي ضبطت مؤخراً في الحديدة بالحكومة التركية، لافتاً إلى ان بعض وسائل الإعلام اليمنية ربطتها برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
ووصف تشورمان بعض تلك الوسائل بأنها تحولت إلى «صحافة اتهامية» وليست «صحافة استقصائية».
ودعا إلى تغطية وإظهار جميع القضايا المماثلة خاصة المتعلقة بتهريب الأسلحة والتعاطي المتكافئ لها، بما قد يضع حداً لتلك العمليات.
وأكد على قوة ومتانة العلاقة بين تركيا واليمن، وقال إن بلده تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اليمن، مشيراً إلى زيارة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو مؤخراً إلى صنعاء والتي التقى فيها بقادة مختلف القوى اليمنية.
وأضاف ان تركيا دعمت عملية التحول السياسي في اليمن، وتدعم دخول جميع الأطراف في الحوار بشكل سلمي استناداً إلى المبادرة الخليجية المدعومة دولياً.