ما شهدته العاصمة الاقتصادية عدن من حالة عصيان مدني دعا إليه الحراك خلال الأيام القليلة الماضية، يشكل تحدياً اقتصادياً كبيراً، خاصة أن ذلك العصيان فرض على كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية حالة من الجمود، ونشر الخوف بين المواطنين. عدنالمدينة التجارية والاقتصادية بامتياز تتعرض للركود في أنشطتها، الأمر الذي يثير المخاوف لدى المهتمين بالشأن الاقتصادي، خاصة أن عدن تُعد الشريان للاقتصاد اليمني، وتكتسب أهميتها الاقتصادية من موقعها الجغرافي الذي يُعد من أهم ممرات الملاحة الدولية. ويرى خبراء الاقتصاد أن غياب الأمن والاستقرار في العاصمة الاقتصادية لليمن سيشكل تحدياً كبيراً ومعضلة حقيقية أمام الاقتصاد الوطني الذي يُوصف بالهش ويعاني من اختلالات كبيرة، حيث أن معاناة الاقتصاد الوطني -حسب ما يراه الخبراء- بأنها أكبر من قدرات الحكومة على رسم السياسات الحقيقية لمعالجتها، مطالبين حكومة الوفاق بتفادي أية تحديات قد تتولد وتقود الاقتصاد إلى وضع أسوأ مما هو فيه، وأن تعزز من الأمن والاستقرار في عدن، وتعمل على معالجة كافة المظاهر التي تهدد توقف النشاط التجاري والاقتصادي لمدينة عدن. وشهدت مدينة عدن السبت الفائت حالة من الهدوء الحذر وبدأت مظاهر الحياة تعود إلى طبيعتها، وفتحت المحلات التجارية أبوابها وشهدت الأسواق نشاطاً ملحوظاً بالحركة التجارية بعد أن أعلن الحراك رفع العصيان المدني بعد أن استمر 4 أيام. ويُحذر المهتمون من استمرار مثل هذه الأعمال التي تتسبب في إيقاف النشاط التجاري والاقتصادي لعدن، خاصة أنها تُعتبر المزود الرئيسي لليمن بالمشتقات النفطية، من خلال مصفاة عدن التي تصل طاقتها التكريرية إلى 135 ألف برميل يومياً، إضافة إلى ما تحتويه هذه المدينة من أنشطة اقتصادية واستثمارية كبيرة. المواطنون يكدسون المواد الغذائية تحسباً للعصيان المدني أقبلت العديد من الأسر في مدينة الشحر خلال الأيام الماضيين على شراء مخزون احتياجاتهم اليومية ، وذلك تحسباً من عودة العصيان المدني في مدينة الشحر من جديد أو أي أعمال عنف أخرى تمنعهم من الخروج من منازلهم لشراء متطلبات الأسرة اليومية، بعدما حصروا الأسبوع الماضي عندما أغلقت كافة المحلات التجارية. وعانت الكثير من الأسر في مدينة الشحر من العصيان الذي استمر ما يقارب الأسبوع خصوصاً أن العصيان كان مفاجئاً ولم تحسب له الكثير من الأسر. وكانت المحلات التجارية والمخابز أغلقت على مدار الساعة ولم تستطع العديد من الأسر الخروج من البيوت لشراء احتياجاتهم الضرورية، الأمر الذي دفع المواطنين إلى تكديس المواد الغذائية، تخوفا من هذه الأعمال التي تحدث لأول مرة في مدينة الشحر . @@@@@