كشف رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، عن وجود خبراء من الاتحاد الأوروبي وكندا للإشراف على عمل اللجان التسع المكلفة بمناقشة القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني. وقال رئيس الجمهورية في كلمته التدشينية لانطلاق عمل اللجان الخاصة أمس إن مهمة الفرق تنقضي بعد شهرين من الآن، مشددا على ضرورة المشاركة الإيجابية، وبما يضمن تقريب وجهات النظر. واعتبر الرئيس هادي الحوار بمثابة الوسيلة الوحيدة المتبقية لتجنيب البلاد صراعاً مسلحاً، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي ينظر لليمن من ناحية مصالحه الخاصة، باعتبار انهيار الدولة في اليمن سوف يؤثر بشكل كبير على محيطها الإقليمي والدولي. ودعا هادي الحكومة، خصوصا وزارة الداخلية، إلى توفير الأجواء لإنجاح المؤتمر، داعيا الأحزاب السياسية إلى تحمل مسئوليتها وإلزام أعضائها بالمشاركة الفاعلة. وحذر هادي من دعوات العصيان المدني، معتبرا ذلك بأنه غير المسيرات السلمية التي لا تستخدم العنف في إجبار الناس على المشاركة في تلك الفعاليات. واعتبر هادي الفترة التي سبقت انطلاق عمل اللجان بمثابة إزالة لما وصفها بالحواجز النفسية بين المشاركين في المؤتمر وأنها حققت نجاحاً في تقريب وجهات نظر جميع الأطراف. وحول محاولتي الاغتيالات التي شهدتها العاصمة مؤخرا، أوضح الرئيس أنه تم نشر أسماء المطلوبين على كافة النقاط على أن يتم إلقاء القبض عليهم قريبا. كما كشف عن خطة لمواجهة الاحتجاجات في الجنوب، موضحا في هذا الصدد عن إرسال قوات الأمن أفراد مكافحة الشغب إلى كل مديرية من مديريات محافظة عدن "اتفقنا مع كل مدير مديرية في عدن على أن يحصل على مجموعة من الجنود المسلحين بالعصي بدل البندقية لمواجهة أية أعمال عنف "متمنيا على القوى السياسية الموجودة في مؤتمر الحوار أن تعكس العمل لما يخدم نجاحه. وطالب هادي المشاركين بأن يستوعبوا حقيقة أنهم أمام جيل شاب يشكل ما نسبته 75 % من إجمالي السكان بينهم خريجو جامعات لهم أكثر من 10 سنوات بدون وظائف. كما طالب المشاركين في إطار الفرق بالتخاطب بمنطق، وبما لا يقبل تعميق مزيد من المشكلات، مطالبا إياهم بالاستعانة بالخبراء من "ألمانيا والاتحاد الأوروبي وكندا وفرنسا وبريطانيا ممن سوف يحضرون اجتماعات الفرق التسع كمشرفين، كون أوروبا وصلت إلى ما وصلت إليه بعد حروب طويلة ". وكانت اللجنة لفنية للحوار الوطني قد أعلنت أمس أسماء المشاركين في كل فريق. وبعد الانتهاء من إعلان أسماء المشاركين في فريق القضية الجنوبية عبر ممثلو الحراك الجنوبي عن رفضهم لتلك الأسماء، مطالبين بالمناصفة في كل فريق. وهدد القيادي في الحراك الجنوبي (محمد علي أحمد) بالانسحاب مع جميع ممثلي المحافظات الجنوبية من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في حال لم يتم إعطاء الجنوب نصف التمثيل في اللجان التسع. في حين اعتبر أحد ممثلي الحراك التهامي (ياسين مكاوي) إعطاء الجنوبيين 40 % من حصة أعضاء اللجنة المكلفة بدراسة القضية الجنوبية بأنه غير مرضٍ، مطالبا باعتماد 80% من الجنوبيين في تلك الفرق. وعبر مكاوي عن رفضهم إعلان الأسماء، مشيرا إلى أن هيئة رئاسة المؤتمر تدخلت في تعيينات اللجان، خصوصا الخاصة بالقضية الجنوبية. وأشار مكاوي إلى أن الحراك الجنوبي صاحب القضية ولن يرضى بأقل من النصف في التمثيل. أما (عبد الرحمن الصافي) فقد اعتبر ترشيح شخصيات جنوبية على أنها ممثلة عن الأحزاب والمكونات السياسية في الشمال، بمثابة إدخال القضية الجنوبية في إطار حوار "جنوبي –جنوبي". وأكد الصافي ضرورة أن يكون ممثلو قائمة الشمال من أصول شمالية. وكانت اللجنة الفنية للحوار الوطني التي تضم أمناء عموم الأحزاب السياسية وقيادات جنوبية قد أقرت قوائم المشاركين في كل لجنة. لكن عددا من المشاركين المستقلين في المؤتمر عبروا عن استيائهم من قيام اللجنة بإضافة أسمائهم إلى قوائم الفرق التي لم يسجلوا فيها، أبرزهم النائب (علي عبدربه القاضي) الذي قال إنه سجل في قوائم القضية الجنوبية، الجيش، بناء الدولة، غير أن اللجنة الفنية للحوار الوطني أدرجت اسمه ضمن المشاركين في فريق التنمية.