كل يوم يطفوا الكهرباء وطفلي منسجم أمام التلفاز يشاهد بطولات "بات مان" فأسمعه حينها وهو يتأفف بحنق: أوووف طفت. ومن ثم يسألني وفي ظنه أني أمتلك قوة بات مان الخارقة ويقول لي: بابا قلهم ليش طفوا الكهرباء ؟ فأجيبه سريعاً: ماعليش حبيبي عمك كلفوت اليوم زعلان.. قوم ارقد. وهكذا كل يوم، حتى وجدته - قبل أمس بعد انطفاء الكهرباء مباشرة يقول لي وبطريقة طفولية: بابا باخلي بات مان يروح يضرب عمو كلفوت ! ضحكت من قلبي حينها وقلت في نفسي: يعني حتى الأطفال مُش راكنين إن الحكومة قادرة تضبط حد ؟! خيرة الله. "بات مان" أو الرجل الوطواط، شخصية كرتونية يغرم بها جميع الأطفال. وأما "الرجل الخباط" كلفوت فهو شخصية يمنية حية متخصص بضرب خبطات الكهرباء. وزارة الداخلية المغرمة به إلى حد الهوس تعرفه جيدا لكن بياناتها المتكررة عنه - دون إلقاء القبض عليه - قد صورته لنا كما لو أنه شخصية كرتونية! يعني الحكاية وما فيها لعب أطفال. بالمناسبة أكتب مقالي هذا الآن -في تمام العاشرة مساء– والكهرباء والعة على سنجة عشرة والحمد لله، لكن طفلي دخل على الآن، حيث أجلس وسألني: بابا ماطفوش الكهرباء اليوم ليش؟ قلت له بامتنان عظيم: عمك كلفوت راضي علينا اليوم، ادعي له أن الله يسخر قلبه لنا يا ابني ويكمل جميله للصبح. ابتسم الطفل في وجهي. أو بالأصح سخر مني وغادر الغرفة متجها الى الصالة وهو يقول لي بثقة: لااااااااا يابا.. بات مان ضرب عمو كلفوت وماطفاهاش ! وهاهو – أي طفلي – يقضي وقته الآن في مشاهدة بطولات "بات مان" وأنا أسارع لإنهاء مقالي قبل أن يحنق "كلفوت" ويقوم بضرب خبطة الكهرباء.. وإذا ما حدث ذلك الآن لا سمح الله فإنه سيصعب علي حينذاك أن أصرخ: أنا بوجهك يابات مان خارجنا من هذا الكلفوت الذي عطل أوقاتنا وعطل أجهزتنا المنزلية. والكارثة أن كل هذا النغص والظلام يحدث لنا، ووزارة الداخلية تتعامل مع الأمر وكأنه مسلسل أطفال.