لو صح أن حزب الله اللبناني يتدخل في الشأن السوري بإرسال مقاتلين إلى هناك، فلا مبرر لاستنكار خصومه في لبنانوسوريا وقطر وغيرها لهذا التدخل"الأجنبي"، ما دامت أحزابا إسلامية ودولا عربية تدخلت بإرسال مقاتلين من مختلف الأقطار، وسبقت حزب الله إلى سوريا التي صارت كل الدجاج تنقرها بما فيها الدجاجة منتوفة الذيل! ما الذي يغضب في التدخل"الخارجي" للحزب، إذا كانت مخابرات تركيا وقطر وجماعات وأحزاب سلفية وإخوانية في تونس واليمن مثلا تجند وترسل إلى سوريا، وإذا كان مسئول أوروبي يقدر عدد المقاتلين الذين قدموا من بلدان الاتحاد بنحو 500 متطرف؟ حزب الله اللبناني لم يعترف بوجود مقاتلين له في سوريا، ويؤكد أن عناصر تابعة له موجودة في قرى لبنانية حدودية، بهدف ردع مقاتلين أجانب يشنون هجمات من سوريا على تلك القرى التي تعيش فيها أغلبية شيعية مستهدفة.. وفي الوقت الذي تنفي فيه الحكومة اللبنانية التدخل المباشر للحزب في سوريا، أعلن الشيخ السلفي اللبناني أحمد الأسير" النفير العام للجهاد" وشرع منذ أيام في تشكيل كتائب مسلحة من متطوعين لبنانيين سنة ليقاتلوا مقاتلي حزب الله في سوريا، والجيش الحر يرحب، وجبهة النصرة تطالب بالمزيد. وبالمناسبة.. انضم إلى الشيخ السلفي تابعه المغني اللبناني "التائب" فضل شاكر، "الحاج فضل" حاليا.. الحاج فضل ترك الفن بعد 20 سنة كان يطرب الناس بكلمات رفيعة وصوت جميل، ويغني: حبيت القمر.. وبياع القلوب.. والحب القديم.. وحبك خيال.. وسهرني الشوق.. ترك الفن لأن"حبيت القمر" تحرض على الرذيلة وتغضب الله، وقرر إرضاء الله بالسير مع شيخه في تشكيل كتائب تقتل المسلمين وتقاتل حزب الله اللبناني في سوريا! هذه مجرد شواهد ترينا أن سوريا ليست فقط ساحة لقوى إقليمية ودولية لتصفية الحسابات مع النظام السوري، بل أيضا، ساحة لحروب طائفية ومذهبية قذرة أبطالها مسلمون.. وإذا سمحت الحكومة اللبنانية لهذا الاندفاع السلفي بتحقيق هدفه، سوف يجر لبنان إلى محرقة الشام، وغير مستبعد بعد ذلك دخول لبنان في حرب طائفية ومذهبية داخلية، خاصة بين الأطراف التي قررت إجراء بروفتها في سوريا أولا. ومن غير المستبعد وجود تنسيق بهذا الخصوص بين السلفية في لبنان والسلفية التي تقاتل في سوريا، وفي مقدمتها جبهة النصرة التي بايعت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، لتوسيع دائرة الحروب المذهبية والطائفية لتشمل لبنان إلى جانب سوريا والعراق، وكله نفير وجهاد.