* تعرَّض بعض العمَّال في شيكاغو الأمريكية للتنكيل على خلفية مطالبتهم بثمان ساعات عمل.. فثاروا وحقَّقوا كل مطالبهم ليصبح الأوَّل من مايو عيداً عالمياً للعمَّال.. واحترقت شيكاغو نفسها فجعلوا من الحريق مناسبةً لامتلاك هذه المدينة أفضل نظام إطفاء في العالم. * يعني هذا أن مناسبات العالم تنطلق من فكرة وتقود إلى إنجاز وتغيير وتطوير.. أمَّا مناسباتنا فليست غير تقليد زائف وكلام مناسباتي سامج لا يذكِّر سوى بالحسرة وإعادة إنتاج الظلم. * وبعيداً عن شكوى عمَّالنا من مساعي عجز المرتَّب في إطفاء حرائق الأسعار فإن كثيراً من أصحاب العمل لا يحترمون ساعات الدوام القانونية ويتفنَّنون في تنفيذ الإجراءات العقابية ولا يهتمُّون بالتأمين الصحِّي ويلتفُّون على حقّ العامل في التعويض عن إصابة العمل.. بل إن منهم مَنْ يجبر العاملين عنده على الغشّ والكذب. * وما زلت أتذكَّر أحد أصحاب الشركات وهو يهمس في أذني : لماذا امتدحت ذلك المهندس.. الامتداح يفسد العمَّال ويصيبهم بالكسل؟ ودفعني الفضول لأن أسأل.. فإذا صاحب العمل يجمع بين الشحّ والظلم ومطالبة عمَّاله بالكذب على الزبائن بشأن رداءة الخدمة في ورش صيانة الآلات والمعدَّات. * عندنا أصحاب عمل لا يعترفون بأدنى درجات الشراكة مع عمَّالهم.. ويضيقون ذرعاً بأيّ مسعى لتشكيل لجنة نقابية أو أيّ مجال للتوعية بحقوق العمَّال القانونية والمعرفية. * ولو سألت عمَّالاً عن آرائهم في المسؤولين عنهم لسمعت ما لا يسرّ.. إنه ظالم.. بخيل.. أناني لا يفكِّر إلاَّ في تضخُّم ثروته بالباطل. * والأكثر خيبةً للأمل أن لأصحاب العمل علاقات تجعلهم في مأمن من أيّ ضغط عمَّالي ليستمرّ الاستغلال والظلم خارج قواعد قانون العمل العتيق. * قد يكون الأوَّل من مايو يوم بهجة في بلدان كثيرة.. أمَّا عندنا فإنه مجرَّد عطلة.. عطلة وحسب.. حيث ما من استشعار لمعاناتهم مع أصحاب العمل ومعاناتهم على أرصفة الجولات وصحارى التهريب وقنَّاصات حرس الحدود. * إن الأفضل للبلد وعمَّالها أن يكون الأوَّل من مايو يوم عمل تناقش فيه الحكومة الأدبيات الاشتراكية التي حاولت إعطاء الناس فرصاً متساوية في العمل والمعيشة وتقسيم الثروة.. لست اشتراكياً ولكن.. الفكرة مطروحة على بقايا الاشتراكيين في دولة الوحدة من باب الوفاء للمطرقة والمنجل.. وشعار المجد للعامل!!