أصبح الحصول على قطعة أرض آمنة وصالحة للبناء والسكن، يشبه محاولة الحصول على بصيرة بيت في المريخ؟! ظروف الناس صعبة والمتهبشين كثر، والقانون – كعادته- راقد في الكتيبات الصغيرة وعلى الرفوف. يظل اليمني الغلبان يشقى طيلة حياته ليؤمن لأطفاله وأسرته مسكناً آمناً، ومع هذا ما حد يخلي له حاله. هناك مستثمرون كثر لديهم النية لبناء مدن سكنية، من شأنها أن تحل جزءاً من مشكلة السكن، وبرضه ما حد يخلي لهم حالهم إلا إذا كانوا ذوي نفوذ أو مرتبطين بأشخاص ذوي نفوذ، فإنهم ينجحون، لكن نجاحهم ذاك يظل مرتبطا بالابتزاز، فالنافذون الذين يحمونهم ، يمارسون عليهم الابتزاز، وهم – أي المستثمرين- ما يقصروش، فنجدهم يمارسون الابتزاز على الناس، وهكذا دائما فيما تتعطل الحياة في انتظار مجيء دولة يهمها أمن الناس وسكينتهم. وبالرغم من أن البلد كبير، والأرض فيها مهدورة، لكن غالبية الناس يعانون من مسألة غياب التخطيط العمراني الآمن والجيد، ولكأننا لا نعيش في دولة، بل نعيش في متاهة اسمها اليمن ؟! وكمواطن من ذوي الدخل المحدود، حتى لو تمكنت مثلا من أخذ قرض، أو حالفك الحظ وادخرت مبلغا لشراء قطعة أرض، فإنك ستدوخ السبع الدوخات حتى تجد تلك الأرض قبل أن ينبع لك الغرماء والمتهبشون من كل حدب وصوب. وعلى غرار رواية "الأرض يا سلمى" للروائي اليمني الكبير محمد عبدالولي "رحمه الله" ثمة رواية أخرى سيكون اسمها "الأرض يا سلامي" وملخصها في هذه السطور التي وصلتني عبر رسالة من قارئ كريم قبل أسبوع قال فيها: "نرجو منك الوقوف معنا في قضية وهي أن عضو مجلس الشورى علوي السلامي قام بالسطو على أرض تابعة لآل الجرافي في منطقة الجراف تحت المدينة الليبية مقابل مبنى التلفزيون، وهو لا يملك أي إثبات أن الأرض ملكه، سوى أنه يملك علاقات مع الدولة ويحمل حصانة دبلوماسية، فقد قام بأعمال تعسفية وبدون اعتبار لأي فرد. ولقد تم تقديم أكثر من طلب واستدعاء له من القسم والنيابة وغيرهما. والمؤسف أنه أتى بأطقم أمنية لحراسته وقام بالبناء عليها وسجن صاحب الأرض. وأضاف في رسالته يقول إن " أصاحب الأرض من قبيلة بني الحارث لن يتركوا حقهم حتى وإن ماتوا جميعا .. لكنهم لا يريدون اللجوء لطريقة لا يؤمنون بها ويريدون اللجوء للدولة قبل القيام بأي شيء . نتمنى من سيادتكم الكريمة الوقوف معهم لتوصيل صوتهم لمن يهمه الأمر وإنهاء هذه المهزلة... وكلنا أمل بكم، وبصحيفة اليمن اليوم ". انتهت رسالة القارئ الكريم، وسيتعين على عضو مجلس الشورى الأستاذ القدير/ علوي السلامي أن يتحدث الآن ويبين ما الذي يحصل بالضبط. وبالتأكيد، أنا لست جهة قضاء لأدين سين أوصاد، فهناك محاكم تفصل في هذا الشأن. وبين القارئ والأستاذ "علوي" أنا فقط مجرد ناقل رسالة يتمنى للجميع الهدوء والمحبة والسلام. [email protected]