بيروت: قال الكاتب اللبناني الياس خوري صاحب رواية "باب الشمس" ان الفلسطينيين الذي اقاموا "قرية" حملت اسم كتابه، على اراض ستصادرها اسرائيل لبناء مشروع استيطاني، "هم احفاد بطل روايتي يونس" ومعهم "يتجدد الحلم الفلسطيني"، في تصريح لوكالة فرانس برس الاثنين. واخلت قوات الامن الاسرائيلية فجر الاحد مخيم "قرية باب الشمس" الذي اقامه نحو مئتي ناشط فلسطيني صباح الجمعة في موقع مشروع "اي-1" الاستيطاني بين الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. وقال الروائي اللبناني لفرانس برس "تابعت الحدث في باب الشمس بصفتي قارئا اولا. كنت اقرأ عمل هؤلاء النساء والرجال الذين هم احفاد بطل روايتي يونس وابناء خليل راوي الكتاب". وتابع "معهم قرأت كيف يتجدد الحلم الفلسطيني وكيف يستطيع هذا الشعب الذي يتعرض للنكبات منذ 64 عاما ان يثبت حقه في هذه الارض وان يعلي كلمة العدل". وتتناول الرواية الصادرة العام 1989 النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية وتمسك الفلسطينيين بارضهم. وقال الياس الخوري ان "قرية باب الشمس ليست القرية الاولى التي هدمها الاحتلال الاسرائيلي فهناك 400 قرية هدمت خلال حرب النكبة في 1948. لكن باب الشمس هي اول قرية بحلم العودة" مضيفا "بهذا المعنى، فالخيام التي نصبت وازالها الاحتلال هي ليست خيام لاجئين بل هي خيام العائدين". واضاف ان هذه المسألة "حدث ادبي وسياسي. فهو من جهة يدل على انه في مرات نادرة يقوم الواقع في تجسيد الادب وهذا يعطي للكتابة معنى عميقا ويضعها في موقعها لان خروج ابطال الرواية من دفتي الكتاب الى ارض التاريخ يغير معنى الكتابة والسياسة في آن". وعما اذا كان شعر بالرغبة في التواجد مع هؤلاء الفلسطينيين على الارض، قال الكاتب اللبناني "انا كنت معهم وسأبقى معهم". واوضح "وجهت اليهم رسالة واتصلت بهم هاتفيا بعدما تجمعوا في ساحة الضيعة للاستماع الي، وحاولت التوجه اليهم لكن الظروف صعبة". وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عن شعوره عندما يتجسد الادب على ارض الواقع قال الخوري "يشعر الكاتب في هذه الحالات النادرة ان كلمته ليست ملكه بل ملك هؤلاء الناس". وقد وجه الياس الخوري رسالة الى هؤلاء الفلسطينيين نشرت على صفحته على فيسبوك وجاء فيها "هذه هي فلسطين التي حلم بها يونس في رواية +باب الشمس+. كان ليونس حلم من كلمات، فصارت الكلمات جروحا تنزف بها الأرض، وصرتم انتم يا اهالي باب الشمس كلمات تكتب الحلم بالحرية، وتعيد فلسطين الى فلسطين".