فاروق الكمالي وعبدالوهاب نمران وجه رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي أمس، محافظ محافظة مأرب وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء أحمد اليافعي بالنزول الميداني إلى المحافظة لضبط المخربين لأبراج الكهرباء وإصلاح الكهرباء خلال 24 ساعة من التوجيه، وفي حال العجز عن ضبط المخربين وإصلاح الكهرباء فعليهما تقديم استقالتيهما. من جانبه قال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن محافظ محافظة مأرب اجتمع مع اللجنة الأمنية لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية. وأضاف المصدر أن عناصر قبيلة من آل الجرادان احتشدت بجوار منطقة الأبراج استعداداً للتصدي لأي هجوم من قبل الحكومة. ولليوم الخامس على التوالي تغرق معظم مدن الجمهورية في الظلام دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتحديدا في محافظتي صنعاء -مأرب من وضع حد للاعتداءات المتكررة على أبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية من المحطة الغازية بمأرب. عجز حكومي واضح في التعامل مع المشكلة القديمة الجديدة المتمثلة بالاعتداءات المتكررة على الكهرباء وأنابيب النفط والغاز والنتيجة واحدة، خلفت خسائر اقتصادية بالجملة. وبينما تتفاقم الاحتجاجات والاختناقات في المحافظات الساحلية الحارة، وحدها وزارة الكهرباء والطاقة تنتهز فرصة حلول يوم الجمعة وتستبقه ببيان يناشد المواطنين اغتنام الفرصة بالدعاء على المعتدين على أبراج الكهرباء، وهو ما كررته أمس الخميس، حيث طلبت للمرة الثانية من أبناء الشعب الدعاء ضد مخربي الكهرباء، موضحة أن المهندسين لا يستطيعون العمل تحت ضرب الرصاص، وأنه ومنذ أيام والمسلحون يمنعون المهندسين من أداء واجبهم في عمل الإصلاحات اللازمة في منطقة الدماشقة بمأرب. رئيس الجمهورية كان قد خاطب وزير الكهرباء ومحافظي صنعاءومأرب بالتوقف عن العمل بالأساليب القديمة في التعامل مع المخربين والتنسيق فيما بينهم من أجل وقف تلك الاعتداءات، وإن تطلب الأمر تدخل القوات المسلحة والأمن، غير أن مصادر الصحيفة تؤكد أن محافظ مأرب الشيخ سلطان العرادة مازال مقيما في العاصمة منذ أكثر من أربعة أشهر وأنه يدير شئون محافظة النفط والكهرباء عن بعد، رغم المعلومات التي تؤكد أن حملة عسكرية كبيرة تستعد في غضون الساعات القادمة لشن أكبر هجوم عسكري على معاقل القبائل المتورطة بتخريب أبراج وخطوط الطاقة في المحافظة وبتوجيه مباشر من العاصمة.
بين مأربوصنعاء تخرج مجاميع قبلية تعلن اعتداءها على خطوط وأبراج نقل الطاقة الكهربائية، مبررة ذلك بأن لها مطالب مشروعة ترفض الحكومة تنفيذها، لكن مصادر مطلعة في وزارة الكهرباء أكدت أن خطوط نقل الطاقة "مأرب -صنعاء" في منطقة الدماشقة بمأرب أصلحت مساء الأربعاء، وأن توجيهات وزير الكهرباء صالح سميع قضت بعدم تشغيل محطة مأرب الغازية للضغط على وزارة المالية من أجل صرف مخصصات مالية تخص المؤسسة العامة للكهرباء، بحسب شبكة التغيير الإخبارية. وتكشف تلك المعلومات عن أسباب كانت حتى الأمس مخفية في أزمة الكهرباء التي تمر بها البلاد رغم المحاولات الكثيرة التي بذلها وزير الكهرباء وعدد آخر من الوزراء لتسييس عمليات التخريب المتكررة وإلصاق الاتهامات بأطراف سياسية مخالفة لها، وقالت المصادر إن الوزيرين الوجيه وسميع سيجتمعان بالرئيس هادي لحل النزاع بينهما، مشيرا إلى أنه وحتى ذلك الحين ستظل محطة مأرب الغازية خارج الخدمة. وبينما تصر وزارة الكهرباء على أن يتوجه المواطنون بالدعاء على المخربين، يصر محافظ صنعاء عبد الغنني جميل على اعتبار أن ما نشرته "اليمن اليوم " وقت سابق ليس إلا محاولة لذر الرماد في العيون لتغطية الجهود الكبيرة التي بذلها الشيخ مذحج الأحمر في مساعدة إدارته على تمكين الفرق الفنية من إصلاح خطوط نقل الكهرباء في نهم وإعادة التيار الكهربائي، وهي نفسها الأساليب القديمة في التعامل مع المخربين التي وجههما رئيس الجمهورية بالتوقف عنها.