في هذا الشهر الفضيل وهذه الخواتم المباركة تمارس وزارة الكهرباء حركات منقطعة النظير، حركاتٌ تجعلك تفطر بشتيمة وتتسحَّر بشتيمة.. لم نعد نصوم لرؤية شيء ولا نفطر لرؤية شيء، فقد غُمَّ علينا ونحن نكمل العدة كل يوم.. وليس من مؤنس سوى الشموع. تتسحَّر على ضوء شمعة، وتفطر على ضوء الولَّاعة.. ووزارة الكهرباء تتجاهل أن "لكلِّ شيء أصول"، وأن الأصول تقتضي أن لا تدع الناس يغسلوك بشتائمهم.. وألَّا يوجهوا أيديهم إلى الله في ساعة دعاء مستجابة هي ساعة إفطار.. من الأصول ألَّا تباغت الناس بإطفاء الكهرباء وقت الإفطار.. حرمونا صوت القريطي قبل الإفطار، وصوت محمد حسين عامر وقت السحور.. وبالتأكيد لا علاقة لكلفوت بالأمر.. لأنه هذه الأيام صائم أو مُصفَّد، لا فرق.. المهم أن شياطين الكهرباء لا تصفَّدوا ولا خلَّوا الناس يصوموا. الموظفون في وزارة الكهرباء الموكلون بفصل الطاقة كلّ يوم ثلاث ساعات نهاراً وثلاث ساعات ليلاً، أحرى بهم أن يذهبوا إلى السايلة ويقفون تحت المطر لأعوام طويلة، ربما تغسلهم أمطار هذه الأيام من اللعنات التي تحلّ بهم وعليهم، لكنهم لن يقدروا على إزالة تلك اللعنات حتى ولو شربوا "كلوركس" على الريق كل يوم. اخجلوا إن كان هناك ما يزال متَّسع للخجل.. احترموا هذا الشعب قبل أن يزلزل الأرض تحت أقدامكم.. فسكوته لا يعني رضاه. نفسي أشوف مولِّد الكهرباء حق باسندوة.. الذي وجد نفسه فجأة رئيس وزراء، وهو بينه وبين نفسه يمثِّل دورين في هذا المسلسل الهزيل، الذي يستحق جائزة أسوأ دور. نفسي أقول لباسندوة: روح شوف نوري المالكي على شان تعرف ما معنى كلمة رئيس الوزراء، وما معنى دور رئيس الوزراء.. وما معنى منصب رئيس الوزراء.