الفكرة (3): الوقاية من الشيطان: ولا شك أن القرءان والسنة النبوية قد زودتنا بالممكنات الهامة للوقاية، أو باتباع الخطوات الهامة التي تبعد الشيطان الرجيم عنا وعن بيوتنا وعن محيطنا ومن ذلك: الأكل الحلال وعدم اتباع خطوات الشيطان ومنطق القرءان في ذلك باعتبار أن الشيطان للإنسان عدو مبين؛ الدخول في (( فِي السِّلْمِ كَافَّةً )) ،أي في جميع الشرائع ولا يترك منها شيء ،وأن لا نكون ممن اتخذ إلهه هواه ..؛.ولما كان الدخول في السلم كافة، لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ أي: في العمل بمعاصي الله ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ والعدو المبين، لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء، وما به الضرر علينا.. إن الحض على الانفاق وعدم اتباع الداعي إلى البخل، بل اتباع الداعي إلى البذل والانفاق؛ فمن يدعو إلى البخل والشح هو الشيطان وأخبر أن دعوته هي بما يعدهم به ويخوفهم من الفقر إن أنفقوا أموالهم (فإن أحد قرر أن يتصدق ،فيوسوس في قلبه الشيطان، يجد في قلبه داعيا يقول له: متى أخرجت هذا دعتك الحاجة إليه، وافتقرت إليه بعد إخراجه، وإمساكه خير لك، حتى لا تبقى مثل الفقير، فغناك خير لك من غناه. فإذا صور له) ، وهذا التصوير هو أمره بالفحشاء وهي البخل الذي هو من أقبح الفواحش. والوعد في كلام العرب إذا اطلق فهو في الخير، وإ1ذا قيد بالموعود ((الشيطان يعدكم الفقر)) فهو يفيد الشر، فهذه الآية مما قيد الوعد فيها بمكروه وهو الفقر، والمغفرة هي الستر على عباده في الدنيا والأخرة، والفضل هو الرزق في الدنيا والتوسعة في الأخرة وبكل قد وعد الله تعالى ؛ فقال : ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )).. والعاقل فينا من اختار مغفرة الله والستر والاستزادة من فضل الله الواسع..؛ من الوقاية من الشيطان عدم أكل ((الربا))؛ و " الإرباء " الزيادة على الشيء، فيبعث آكل الربا يوم القيامة مجنونا، أو به خبل، فمن مات وهو يأكل الربا بعث يوم القيامة متخبطا، كالذي يتخبطه الشيطان من المس..؛ هنا التفاتة رهيبة في هذه الآية توحي بأن الربا لا يمارسه المرء إلا إذا استسلم للشيطان واتبعه، لا يماسه إلا من ملك الشيطان عقله، فمن يتبع الشيطان في هذه الدنيا فهو مجنون أو به خبل..؛ ومن الوقاية الاستعاذة من الشيطان الرجيم في كل حركاتنا وسكوننا (( وإني سميتها مريم وإني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)) ،إذاً الاستعاذة للمرء وذريته من هذا الكابوس الفضيع .. الشيطان عدو غير مرئي فلا تنفع معه المدارة؛ لذلك لا سبيل إلا بالاستعانة بالله لرد كيده والنجاة من مصايده ووساوسه؛ وقد شرع الله تعالى لنا من الأسباب التي نتقي به شر هذا العدو ((الاستعاذة بالله)) منه، فهي أقوى الأسباب لدفع شره ؛ وقراءة آية الكرسي؛ وقراءة المعوذات؛|فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، وعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان، أخذ بهما، وترك ما سوى ذلك. ومن الوقاية كذلك من الشيطان وحضوره قراءة القرءان، فمن يقرأ سورة البقرة تجعل الشيطان يفر من البيت التي تقرأ فيها؛ ومن قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . في يوم مائة مرة كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي.. ومن الوقاية أيضا ، كما جاء بالسنة النبوية .. منها: _ أن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، ولا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله. يعني الفأرة..؛ وإذا احدكم أراد أن يأتي أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتني..؛ يقول الرسول(ص): يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ; يضرب على كل عقدة مكانها، عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. ويقول أيضا: إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول: اذكر كذا وكذا..؛ رصوا الصفوف فإن الشياطين تقوم في الخلل. ومن المحن تأتي المنح..؛ فمحننا خلق الله الجن والشيطان وإبليس، للابتلاء لبني أدم، ولا شك أن المنحة هو بتجاوز اغواء الشيطان، والمكافئة مجزية من رب كريم، نظير تعبه وكده والمجاهدة في تنفيذ أوامر الله وطاعته، فالله يكرمهم في استكمال الطريق القويم حتى يتوفاهم الله، ويكونوا من زمرة المحسنين والله معهم، وسيفوزون بجنة رب العالمين، أما من اتبع الشيطان فسيخسر في الدنيا فقرا وتعاسة، وفي الأخيرة حتما إلى جهنم وبئس المصير.. دافع، و قاوم ، ومانع لتنال تكريم الله له. أليس إبليس طلب من الله أن ينظره؟؛ واستجاب الله له لذلك ؟؛لماذا؟؟؛ أنظره الله، وأخره إلى يوم القيامة ; محنة لعباده، واختبارا منه لهم ، وبعد أن يغوي من اغوى ابليس يأتي ليقول لهم، ولكن بعد انقضاء الامر ..الوقاية.. الوقاية.. ايها المؤمنون كل شيء بين أيدينا واضح فمن عظمة هذا القرءان انه اخبرنا بما كان وما هو كائن وما سيكون في الاقوال والافعال والحجج فلماذا لا نعتبر الآن؟ يقول الله تعالى: (( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم))؛ .. نعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.. آمين نعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق. بسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.. يتبع..