صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرآن طريق الخروج من الظلمات
نشر في الجمهورية يوم 08 - 09 - 2012

يمكن القول بأن القرآن قد انفرد في جعل اول و أهم الضوابط من اجل حماية المال وفي نفس الوقت تجفيف منابع الفساد المرتبطة به الا وهو تحديد الحقوق المرتبطة بالمال. و لا شك ان ذلك افضل وأكفأ من الضوابط الاخرى المتبعة في العصر الحديث و التي تتمثل في جعل حجم الموارد يحدد حجم الانفاق او النفقات.
ففي ظل اتباع الضابط القرآني فإنه يكون من الممكن استخدام ادوات مثل المسئولية و الشفافية و المحاسبة. فالمسئولية تعني ان الحقوق المالية لا تسقط بمجرد عدم الحصول على المال في ظل القدرة على كسبه. بل انها تظل مرتبطة بذمته و لا تسقط حتى بالتقادم. و لا شك ان ذلك يؤثر على كل من عمليات الانتاج و التوزيع و الاستهلاك.
ففيما يخص تأثير ذلك على عملية الانتاج فإن الشخص لا مسؤول عن توفير الاحتياجات الاساسية لنفسه و حسب و انما هو كذلك مسئول عن توفير الاحتياجات الاساسية لمن يعول. و لا شك ان ذلك يمثل دافعا اقوى لكسب المال سواء كانت هذه المسئولية دينية ام اجتماعية ام اخلاقية ام قانونية ام حتى سياسية. فهذه المسئولية لا تنبع من جانب واحد من هذه الجوانب و لكنها تنبع منها كلها.
و من اللافت للنظر ان هذه المسئولية تتوافق مع الواقع. فكما هو ملاحظ على ارض الواقع ان من يكون قادرا على الانتاج او من يمارس عملية الانتاج فعليا هم اقل بكثير مما يحتاجون للإنتاج. و على هذا الاساس و كما اوضحنا في حلقات سابقة ان ذلك يؤثر على كل من عمليتي التوزيع و الاستهلاك و ربما الانتاج نفسها.
و يتضح هذا التأثير الكبير من خلال ادراك العلاقة بين التخطيط للإنتاج و الانتاج الفعلي و علاقة ذلك بالدورة الاقتصادية كلها. ففي حال كون من هم قادرون على الانتاج او المنتجون الفعليون يربطون بين احتياجاتهم و احتياجات من تقع على عاتقهم مسئولية توفير الاحتياجات الاساسية لهم فإن العلاقة بين الانتاج المخطط و الانتاج الفعلي تكون متقاربة و بذلك تكون الفجوة بينهما في أقل قدر ممكن.
فالي جانب تأثير ذلك على الدورة الاقتصادية فإن ذلك يؤثر كذلك على مجمل السياسات الاقتصادية. و على وجه التحديد فإن ذلك يخفف من عبء ذلك على الحكومات اي على متخذي القرارات الاقتصادية على المستوى الكلي. فعلى سبيل المثال فإن الانفاق الاستهلاكي الخاص لن يكون عرضة لتقلبات التوقعات او المزاج العام للمنتجين و انما سيكون مرتبطا بالحاجات الاساسية مهما كان نوعها. و من المؤكد انه سيترتب على ذلك تغير في طبيعة البحث عن عمل و من ثم على معدلي البطالة و التضخم و حجم الانتاج الكلي بشكل عام.
انه يمكن القول بأن الاقتصاد الذي يقوم على هذا النوع من المسئولية هو في حقيقة الامر اكثر استقرارا و مقاومة للصدمات من الاقتصاد الذي لا توجد فيه الا المسئولية الشخصية. فهذا الاخير يتغير فيه الانفاق الخاص و الاستهلاك الخاص بشكل دوري و كبير. و في هذه الحالة فإن اي تغير في المزاج العام يحدث تغيرات اقتصادية غير متوقعة و غير مرغوبة.
ان هذه المسئولية المالية هي الاساس المتين الذي وضعه القرآن لمكافحة الفقر و سوف نناقش ذلك في حلقات مستقلة. في الاطار الفردي فإن الشخص البالغ الى جانب مسئوليته الشخصية فإنه قد يكون مسئولا على آبائه او ابنائه و على زوجته و اقاربه. و بالاضافة الى ذلك فإنه يكون مسئولا مسئولية تضامنية مع غيره على الايتام و الارامل و المساكين و الفقراء و المحتاجين. ان هذه المسئولية تنبع من العلاقات الاجتماعية اولا ثم من المسئولية الدينية.
لم يكتف القرآن فقط بالحث على ذلك و لم يكتف بالحديث العام عنها بل انه تضمن تفاصيل دقيقة لها الامر الذي لم يترك لأي احد اي مجال للتهرب او التأويل او التقدير او غير ذلك من المبررات.
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا (28) وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خطئا كَبِيرًا (31).
فخلال الحياة فإن القرآن قد حدد مسئولية الانفاق على النحو التالي. «يسألونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم».«يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون». «يا آيها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد». «للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم». «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا». «وانفقوا من ما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول رب لولا اخرتني الى اجل قريب فأصدق واكن من الصالحين».
فمسئولية الوالدين و الابناء المالية و كذلك المسئولية المالية المترتبة على الزواج فقد ناقشها القرآن بالتفاصيل الدقيقة و ذلك ما يتضح من الايات 226 - 237 و مما ورد في سورتي كل من الطلاق و التحريم. وقد حدد القرآن مسئولية الزوج المالية قبل الزواج و اثنائه و بعده ( الطلاق) و ذلك على النحو التالي. «لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا». «اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وان كن اولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن ارضعن لكم فأتوهن اجورهن واتمروا بينكم بمعروف وان تعاسرتم فسترضع له اخرى».
و قد فصل القرآن حقوق الاقارب من المال بعد الموت اذ يقول «يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف و لأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه ابواه فلامه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها او دين اباؤكم وابناؤكم لا تدرون ايهم اقرب لكم نفعا فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما». «ولكم نصف ما ترك ازواجكم ان لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها او دين ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها او دين وان كان رجل يورث كلالة او امرأة وله اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها او دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم».
قد يقول قائل: ان الحديث عن حق المال كما جاء في الحلقات الماضية يختلف كثيرا عن حق المال كما ورد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان تحت مسمى الحقوق الاقتصادية. فهذه الحقوق تتركز حول حق الانسان في العمل و في حقه في اختيار العمل او المهنة التي يرغب فيها و حقه في الحصول على عائد مقبول مقابل عمله هذا و حقه في استخدام دخله كيفما يشاء و حقه في الحصول على العيش الكريم.
و في هذا الاطار فإنه ينبغي ان ننبه ان هناك فرقاً بين المفهومين لكن هذا الفرق هو في حقيقة الامر لصالح المفهوم القرآني. فالمال كما ورد في القرآن هو حق فردي و حق جماعي. فكما ان الحياة الفردية لا يمكن ان تتحقق الا في اطار اجتماعي فإنه لا بد و ان يكون هناك توزنا بين الحق الفردي و الحق الاجتماعي. و هذا ما فعله القرآن في توصيفه لحق المال.
لقد ركز الاعلان العالمي لحقوق الانسان على الحق الفردي للمال و ذلك في مواجهة الحق السياسي. بمعنى آخر فإن الاعلان العالمي لحقوق الانسان جاء كرد فعل لتغول الدولة في مجال المال اما من خلال تأميم كل مصادر المال و بالتالي احتكار الدولة لحق تحديد من له الحق في استخدام المال بعيدا عن عملية الانتاج..
اما المفهوم الاسلامي فقد ركز على كل من الحق الفردي و الحق الاجتماعي. و بالتالي فإن الدور السياسي في عملية تحديد حقوق المال و المستحقين له محدود جدا. فدورها يكاد ينحصر في حماية هذه الحقوق و ضمان القيام بها. فليس للدولة ان تلغي أيا من هذه الحقوق او ان تعدلها. قد يكون لها ان تضيف اليها بعض الحقوق. لكن ذلك يجب ان يكون في الحدود الضيقة و وفقا لشروط صارمة.
فعلى سبيل المثال ان القرآن حدد هذا الحق بما لا يزيد عن 20 % من الناتج القومي. و حتى في هذه الحالة فإن ذلك متربطاً بموافقة و رضا المواطنين. اي ان ذلك لا بد و ان يستند الى مبرر واضح و على مدى قدرة الناس على تمويله. و لا شك ان ذلك يمثل قيدا على الحكومات أيا كان نوعها.
و ذلك بخلاف ما هو معمول به في الوقت الحاضر. فالعديد من دساتير الكثير من الدول قد اعطت السلطات التشريعية على الاقل صلاحيات غير محدودة تقريبا في فرض الضرائب و القيام بالأنشطة و التي قد لا يكون عليها توافق من قبل الجميع. و هذا ما حدث بشكل كامل في التجربة السوفيتية الشيوعية و الذي ما زال يحدث في الدول التي تميل الى الاشتراكية. ففي هذه الدول تحتكر الدول عملية تخصيص ما يصل او يزيد عن 50% من الدخل القومي. فقط تترك النسبة الباقية لكل من الفرد و المؤسسات الاجتماعية و المؤسسات الدينية.
«ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون. ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا». «وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فإن انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا». «ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا». «لا جناح عليكم ان طلقتم النساء ما لم تمسوهن او تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدرة وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين. وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين. وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره اذا اثمر واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين».
«ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير. الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا». «فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون». «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38). وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى (13) فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)».
فالتجربة الشيوعية قد سقطت بالكامل اما بقية التجارب الاشتراكية فإنها تترنح في هذه الايام بدليل ما يحدث في دول كثيرة مثل اليونان و اسبانيا و البرتغال. فما يجمع بين هذه الدول هو ميلها لتضخيم دور الدولة من جهة ارتفاع الضرائب. الامر الذي ترتب عليه تهرب دافعي الضرائب من ذلك. هذا من ناحية و من ناحية آخرى فإن الدولة و نظرا لكبر حصتها من الدخل القومي فقد بالغت بل بذرت هذه الاموال. فبعد ان عجزت ايرادات الضرائب عن الوفاء باحتياجات الدولة من النفقات فإن الدولة لجأت الى الاقتراض. و استمر الوضع يستشري الى ان وصلت هذه الدول الى حافة الافلاس.
و نتيجة لذلك فإن هذه الدول تعاني من مشكلة مزدوجة. فمن ناحية فإن نسبة من سكان هذه الدول و هم الذين لا يدفعون او يدفعون نسبة قليلة من الضرائب قد تعودت على النفقات الحكومية و بالتالي فإنها غير مستعدة لقبول اي تخفيضات في هذه النفقات. انها فقط تركز على مصالحها. و نظرا لأنها لم تدفع الجزء الاكبر من الديون الحكومية لا الان و لا في المستقبل فإنها تقاوم اي تخفيض في النفقات او اي زيادة في الضرائب عليها. و بما ان هذه الفئات تمثل نسبة كبيرة من الناخبين فإن وزنها في الحياة السياسية كبير. و خصوصا ان معظمها ينتمي الى نقابات منظمة و نشطة.
و من ناحية اخرى فإن حجم الديون قد تراكم و بشكل كبير بحيث يجعل اتخاذ اجراءات سريعة و حاسمة أمراً في غاية الاهمية. و لذلك فإن من يحكم البلاد في الوقت الحاضر هو الذي سيدفع الثمن السياسي لمثل هذه الاجراءات و سيستفيد منها من يعارضها. و نتيجة لذلك فإن كل الاحزاب تقربيا قد تحولت الى احزاب معارضة و لا ترغب في الوصول الى السلطة.
لم يتوقف الامر على الدول الشيوعية او الاشتراكية و انما امتدت العدوى للعديد من الدول التي تعادي الاشتراكية و سياساتها مثل الولايات المتحدة و قبل ذلك بريطانيا العظمى. فالعجز في موازنات هذه الدول كان قد بلغ رقما قياسيا و تم تغطية ذلك من خلال الاقتراض.
انني اعتقد ان ذلك ما كان ليحدث لو كانت هذه الدول قد تبنت المبادئ القرآنية فيما يخص الاموال. فهذه المبادي تعطي الاولوية في ذلك للأفراد اولا ثم للمؤسسات الاجتماعية ثانيا ثم بعد ذلك للمؤسسات السياسية. ان ذلك كان كفيلاً بالقضاء على الفساد السياسي او على الاقل تحجيمه. و يتضح ذلك من خلال تطبيق مبدأ المساءلة. فهذا المبدا يقتضي ان اي انفاق سياسي لا بد و ان يكون مبررا و ان تكون مصادر تمويله موجودة وقابلة للاستمرار. و لا يمكن ان يتحقق ذلك على ارض الواقع الا اذا كانت مسئولية الافراد المالية واضحة و مطبقة. و لا يمكن ان يكون الامر كذلك الا اذا كانت مؤسسة الاسرة هي الخط الاول للحقوق و المسئوليات المالية. فالأب اولى من الحكومة في الاستفادة من اموال ابنائه و الابناء كذلك. و كذلك الزوج و الزوجة. و الأقرباء اولى بالمعروف من غيرهم. و هذا ما لا يتحقق في ظل رفع نسبة الضرائب و ان كان بهدف توفير حماية اجتماعية. فالحماية الاجتماعية تكون عادة في الاجل الطويل و بالتالي من يحكم اليوم قد لا يحكم غدا و من ثم فإنه قد يعطي وعودا هو غير مسئول على تنفيذها لأنه ببساطة سيكون خارج السلطة او ان الحزب الحاكم و ان ظل في الحكم لفترة طويلة سيكون خاضعا لقيادات جديدة.
لقد ترتب على عدم التزامن بين الوعود و الوفاء انتشار الفساد السياسي المرتبط بالمال. فعلى سبيل المثال فإن استغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية مثل الحصول على عملات او تلقي او دفع رشاوى قد انتشر حتى في الدول المتقدمة ناهيك عن الدول المتخلفة. فالمال هو الدافع و المحرك للفساد أيا كان نوعه سياسياً او ادارياً او قضائياً او اقتصادياً.
فوفقا لمبادئ القرآن حول المال و حقوقه فإن الحقوق الضرورية قد حددت و بشكل مفصل و دقيق. و قد حدد كذلك اصحاب الحقوق و من تقع عليهم المسئوليات. و قد أصبح ذلك جزءاً من العرف الاجتماعي و الاقتصادي و بالتالي فإن ذلك لا يتطلب المناقشة من جديد. فعلى الجميع الالتزام بذلك لأن هذه الحقوق مبررة و مستمرة باستمرار الحياة. و بعض الحقوق التي قد تتغير بتغير الظروف فإن القرآن قد احال الى العرف ذلك و بالتالي فما اصبح عرفا فإنه يصبح ملزما. فهذه الحقوق لا تقبل الغاء أوتأويلاً.
و لا شك ان حقوقا كهذه هي حقوق تتمتع بالشفافية و تتمتع بالمحاسبة و بالتالي فإنها لا تقبل الفساد. و لذلك فإن النظرة الى المال و الحقوق المترتبة عليه و المسئوليات المحددة لذلك يؤثر على اداء كل من المؤسسات الاجتماعية و الدينية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية. فصاحب المال هو احرص من غيره عليه و خصوصا اذا كان قد حصل عليه من مصادره المشروعة. ففي هذه الحالة فإنه قد عرف ماذا يعني الحصول عليه و ماذا يتطلب ذلك من جهد. انه في هذه الحالة لن يعطيه من لا يستحقه و من لا يقدره.
ثالث و اخر امهات الحقوق كما جاءت هو حق حماية العرض اي حق الانسان في الكرامة. يقول الله تعالى «لقد كرمنا بني ادم و حملناه في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات». و من توضيح و تأكيد ذلك فإن الله قد امر ملائكته ان يسجدوا لآدم من اجل تعظيم الله الخالق و كذلك من اجل اظهار حقيقة ادم و ذريته بعد ان شكك الملائكة في قدرتهم ان يكون خلفاء في الارض. الاسراء (آية:70): «ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا».
«وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين». البقرة (آية:33): «قال يا آدم انبئهم بأسمائهم فلما أنباهم بأسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون». البقرة (آية:34): «واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين» . البقرة (آية:35): «وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين». البقرة» (آية:37): «فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم» . «ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين». الأعراف (آية:19): «ويا آدم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين». الاسراء (آية:61): «واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس قال أأسجد لمن خلقت طينا». طه (آية:117): «فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى». طه (آية:120): «فوسوس اليه الشيطان قال يا ادم هل ادلك على شجره الخلد وملك لا يبلى». طه (آية:121): «فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفإن عليهما من ورق الجنة وعصى ادم ربه فغوى».
لكن ابليس ابى الا ان يهين ادم و ذريته كما اهانه الله لتكبره و رفضه تنفيذ اوامر الله. و على الرغم من أن الله قد سلب إبليس ما كان يتمتع به من قوة الا ان ابليس لم ييأس و اصر على تحدي الله تعالى ركونا على ما يعرف من حقائق حول ادم و ذريته. و لقد اقسم على ان يبذل كل ما يستطيع من اجل اهانة الانسان.
«فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. الكهف» (آية:50): «واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه أفتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا». طه (آية:117): «فقلنا يا ادم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى». طه (آية:120): «فوسوس اليه الشيطان قال يا ادم هل ادلك على شجره الخلد وملك لا يبلى». طه (آية:121): «فأكلا منها فبدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفإن عليهما من ورق الجنة وعصى ادم ربه فغوى» .ال عمران (آية:175): «انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين». النساء (آية:119): «وأضلنهم ولآمنينهم ولآمرنهم فليبتكن اذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا» .النساء (آية:120): «يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا» .المائدة (آية:90): «يا آيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». المائدة (آية:91): «انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون». الاعراف (آية:20): «فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين». «فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفإن عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين». الأعراف (آية:27): «يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون». الأنفال (آية:48): «واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب». «وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتمون من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم». النحل (آية:63):« تالله لقد ارسلنا الى امم من قبلك فزين لهم الشيطان اعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب اليم» .الاسراء (آية:64): «واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا». الفرقان (آية:29): «لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا». فاطر (آية:6): «ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير». يس (آية:60):« الم اعهد اليكم يا بني ادم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين».
فالله تعالى اوضح ان ليس لإبليس اي سلطان على آدم و ذريته. فقط من ينخدع بما يقوله ابليس و يجاريه فإنه يهدر كرامته. ذلك انه رضي بان يكون من اولياء الشيطان رغم ان تجارب الشيطان مع الانسان تؤكد كلها ان الشيطان يأمر بالفحشاء و ان الشيطان عدو للانسان و ان الشيطان كذاب و ان ما يؤسس به للانسان ما هو في ميزان الحقيقة الا وهم و غرور. المائدة (آية:31): «فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه قال يا ويلتا اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة اخي فأصبح من النادمين».
الاعراف (آية:27): «يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون». البقرة (آية:168): «يا آيها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين. البقرة (آية:208): «يا آيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين». البقرة (آية:268): «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم». الاعراف (آية:200): «واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم». الاعراف (آية:201): «ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون». الأنفال (آية:11): «اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام» . النحل (آية:98): «فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم» . الاسراء (آية:53): «وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا». النور (آية:21): «يا آيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم». فاطر (آية:6): «ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير». يس (آية:60): «ألم اعهد اليكم يا بني ادم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين». الزخرف (آية:62): «ولا يصدنكم الشيطان انه لكم عدو مبين». محمد (آية:25):« ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم واملى لهم». المجادلة (آية:10): «انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا الا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون». المجادلة (آية:19): «استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون» . الحشر (آية:16): «كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين». النور (آية:21): «يا آيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم».
فمن حق حماية كرامة الانسان و عرضه يمكن التحدث عن العديد من الحقوق. و في هذا الاطار فإنه ينبغي التنبيه إلى ان بعض هذه الحقوق يمكن ان تتغير بحسب الزمان و المكان لكن لا يمكن السماح بتجاهل حق الانسان في حماية و صيانة عرضه تحت اي مبرر كان. فمهما اخطأ الانسان و مهما اجرم و مهما تمادى فإن ذلك لا يبرر اهدار حقه في صيانة عرضه ابدا. و كل ما يمكن ان تلحق به من عقوبات فإنه ليس منها ما يخدش عرضه. الاعراف (آية:26):« يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون».
يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.