– تقرير خاص : ( يا الله ,, يالله ) بهذه الأصوات رجت مدينة تعز في ليلة دامية لم تشهده في تاريخها المعاصر ولا في كل العصور التي خلت ,, الأحياء فيها تحولت إلى مجازر بشرية وكل شيء في المدينة أصبح بطرفة عين مستباح لقوات صالح ونظامه .. ليلة الخامس من أكتوبر والتي قبلها ليلتان أشد على المدنية قتلا وحرقا وتدميرا والأسباب نيل رضاء الحاكمة والتي وعلى ما يبدوا أن رضاها لن يكتمل إلا بتقديم المزيد من القرابين من أبناء مدنية تعز حتى ترضى عن عبيدها بالمحافظة الذين استحبوا المدنية بمن فيها وحولوا سكون ليلها إلى ماتم وعويل وصرخات تندى له الجبين . لم تقترف هذه المدنية المثقفة أي ذنب سوى مطلبها بالدولة اليمنية الحديثة الخالية من الفساد والمتطلعة إلى يوم تشرق فيها الشمس وتشرق معها ميلاد اليمن الجديد الذي يضاهي العالم بتقدمه لما يمتلكه من ثروات وعقول نيرة ساهمت في بنا العالم لبنة لبنى . تعز كل شيء فيها أضحى مستباح وكل ما فيها يجري بصمت دولي ودعم عربي والهدف مصالح شخصية انتزعت منها عقيدة الإيمان بالله ومخافته وانتزعت منها حب الوطن والجار والعمل لما يرضى رب العالمين وراحة الضمير الإنساني في دنيا فانية شاءت فيها أيادي الغدر أن تقتل فيها من تشاء وتحيي من تشاء وكان زمن النمرود عاد من جديد ليحكم تعز وأهلها . جرائم النظام في تعز فاقت الخيال وجرائم الأمس لن تكن الأخيرة بحق أبناء المحافظة التي استنشقت عبير الحرية وتطلعت بهامتها نحو العلا وهي تسير بخطى ثابتة نحو هدفها المنشود الذي لم تحيد عنه بالرغم من التضحيات التي قدمته ولم تكن محرقة ساحة الحرية بخاف عن أحد .. لم يحدث في دولة معاصرة وأن استبيح دماء شعب كما يحدث الآن في الشام واليمن ولم يذكر التاريخ المعاصر أن زعيم عربي أقدم على ضرب شعبة بالمدفعية والدبابات من أجل أن يضل في زورقه الحربي يبحر فيه على أنهار من دمائهم ولسان حاله " أنا ربكم الأعلى" أطيعوني وإلا فالموت من فوقكم ومن تحت أرجلكم ومن حيث لا تعلمون .. ما الذنب الذي اقترفوه المصور والمخرج التلفزيوني المبدع عبدالحكيم النور عندما استهدفته قذيفة مدفعية إلى عقر داره وهو الرجل الذي قدم لليمن الكثير من الإبداع ولمجموعة شركة هائل سعيد أنعم اكبر بيوت العالم التجارية كل لمسات الإبداع بأنامله الرشيقة التي لم تتوارى يوما عن بذل العطاء لأجل هذا لوطن المعطى .. ما ذنب أولئك الأطفال الذي فقدوا إبائهم على حين غرة وما ذنب تلك النساء التي ودعت أبنائها دون ودواع وما ذنب الزوجات اللاتي فقدن شريك حياتهن واصحبن فجأة وبدون مقدمات أرملات يشخصن ببصرهن نحو مستقبل مجهول وأيام أكثر قسوة .. تعز مدنية النجوم ومدينة العز ومدنية القاهرة ومدنية الثقافة والمدنية الحالمة بين عشية وضحاها تحولت إلى مدينة للبارود الذي ملا أرجائها وأضج مضاجع أهلها ومن بين منازلها أهات الثكلى وأنين الجرحى وصرخات البراءة فيما رائحة الدماء ملأت أرجاء المعمورة .. تعز هي أرض الحرية ومنبع الحرية وشرارة الحرية وكما يؤكد شبابها ومن خلال شعاراتهم التي رفعوها لو يقرح مليون مدفع عن الثورة ما بنرجع ,, ولظالم لن نركع ,, أنها الحرية وأنه الصمود وأنه النصر بمشائة الله تعالى شاء من شاء وأبى من أبى .. المجد لليمن ,, الخلود للشهداء ,, النصر للثورة … * لمشاهدة المزيد من صور ليلة 5 اكتوبر في تعز انقر على خيار معرض الصور في القائمة الرئيسية