دقات ساعات قليلة تفصل المليارات حول العالم، على متابعة الحدث الكروي الأهم في كرة القدم، عندما يحل ريال مدريد ضيفًا على برشلونة في "كامب نو"، مساء اليوم الأربعاء، في كلاسيكو الأرض. وكست المنافسة الشرسة على عرش صدارة الليجا، مباراة اليوم حلة الإثارة، إذ يتساوى العملاقان برصيد 35 نقطة، في المركزين الأول والثاني بترتيب المسابقة، بينما يتفوق بلوجرانا بفارق الأهداف. ورغم أن خيوط اللعبة تكون دائمًا خارج الخطوط وتحديدًا في يد إرنيستو فالفيردي مدرب برشلونة وزين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، لحسم تلك الموقعة إلا أن الكلاسيكو كثيرًا ما يخرج عن تلك القاعدة من خلال نجومه في الملعب. ويشهد اللقاء التاريخي بين الغريمين، خاصة في السنوات الأخيرة، صراعات ثنائية تشتعل داخل الملعب بين لاعبي الفريقين، وكأنها مباراة أخرى، كان أبرزها بالطبع الصراع الشرس بين ليونيل ميسي قائد البارسا وكريستيانو رونالدو لاعب الريال السابق، قبل رحيله إلى يوفنتوس. ورغم رحيل رونالدو، تبقى الإثارة حاضرة، لا سيما أن الكلاسيكو بزخمه ونجومه قد يشهد صراعات ثنائية لا تقل جاذبية وندية، يرصدها في السطور التالية: ميسي X كاسيميرو سيكون ميسي هو مفتاح الحسم في الكلاسيكو بالطبع لصالح برشلونة خصوصًا أنه يعيش فترة توهج بعد حصده 3 جوائز فردية هذا العام (الحذاء الذهبي، الأفضل من الفيفا، الكرة الذهبية). ميسي هو الهداف التاريخي للكلاسيكو ب26 هدفًا وأكثر من يعرف الطريق إلى شباك الريال، لكنه سيصطدم اليوم بصخرة برازيلية اسمها كاسيميرو، ربما تفسد كل خطط البرغوث في "كامب نو". زيدان أول من لعب بكاسيميرو في الكلاسيكو كرقيب دائم لميسي ونجحت تلك التجربة في أول مباراة خاضها الفرنسي ضد برشلونة في "كامب نو" موسم 2015-2016. ونجح كاسيميرو في إيقاف مفعول خطورة ميسي تمامًا خلال اللقاء، الأمر الذي سهل مهمة الثنائي بنزيما ورونالدو لخطف هدفي الفوز، رغم تقدم البارسا بهدف بيكيه. سواريز X راموس واحدة من أشرس الصراعات في الكلاسيكو بين القائد الإسباني راموس، صخرة قلب دفاع الملكي، الذي استعاد جزءًا كبيرًا من مستواه في الفترة الأخيرة وعاد كصمام أمان لفريقه. في المقابل، صحوة سواريز الأخيرة يدعمها تفوقه الكاسح على دفاعات الملكي في لقاء الذهاب بموسم الليجا الأخير الذي سجل خلاله "هاتريك" من 5 أهداف، ويطمح بتكرار ذلك اليوم. الصراع بين سواريز وراموس دائمًا ما تتخلله القوة البدنية في الالتحامات وأيضًا السرعة في الانقضاض على الكرات الرأسية التي يجيدها الثنائي، مما يجعله من أبرز الصراعات المرتقبة في المباراة. بنزيما X بيكيه 12 هدفًا في الليجا هذا الموسم حملت توقيع الفرنسي كريم بنزيما، ووضعته على رأس قائمة الهدافين بالتساوي مع ميسي، كما صنعت الفارق كثيرًا للريال وحسمت كثيرا من نقاط الملكي في المسابقة حتى الآن. ويراهن زيدان كثيرًا على مواطنه اليوم، في أن يكون السلاح الحاسم لفريقه أمام الدفاعات الكتالونية التي تعاني مؤخرًا، خصوصًا أن بنزيما من المهاجمين أصحاب الحظ على شباك برشلونة برصيد 9 أهداف. وأمام هذه النسخة المعدلة من بنزيما، يظهر الإسباني جيرارد بيكيه نجم برشلونة وقائد خط دفاعه الذي صال وجال في الكلاسيكو، حتى في أسوأ حالاته، لذلك تكون تلك المباراة حالة مختلفة يظهر فيها معدنه النفيس، ويكون بمثابة كابوس على مهاجمي الملكي، بل ويساهم بتسجيل الأهداف أيضًا.