مثلاً أن أنام 3 ساعات بالنهار و 4 ساعات بالليل، هل سيضرني ذلك أم أنه أمر طبيعي طالما أنني أنام ل 7 ساعات على مدار اليوم؟ أريد تفصيلاً. من حيث الموضوع النفسي للنوم: النوم – أيها الكريم – بالفعل لا يُقاس بعدد ساعاته، والناس قد ارتبط بمخيلتهم أن ثمان ساعات من النوم هي مطلب رئيسي، هذا الكلام ليس صحيحًا، لكن إذا أردنا أن نحسب النوم بكميته ربما يكون هذا الكلام معقولاً، بمعنى أن يقضي الإنسان ثلث عمره نائمًا، النوم يُقاس – أيهَا الكريم – بعمقه ودرجة النشاط التي يحس بها الإنسان حين يستيقظ من النوم، الإنسان إذا أحسَّ أنه نشط، أنه مُقدمٌ على الحياة نفسيًا ومعنويًا وجسديًا، هذا يعني أن نومه صحيح، والنوم الصحيح له متطلبات: أولاً: النوم الليلي ليس هنالك أفضل منه، وترتيب الساعة البيولوجية على هذا النمط أمر مهم وضروري جدًّا. فلسفة النوم الممتاز تقول أن الإنسان يجب أن يجعل النوم يبحث عنه لا أن يبحث عن النوم، وهذا أمر بسيط جدًّا، أن تذهب للفراش في وقت معلوم ليلاً، أن تُهيأ نفسك فكرًا واسترخائيًا للنوم، أن تحرص على الأذكار، أن تتناول طعام العشاء مبكرًا، وأن تكون الوجبات خفيفة، أن يتجنب الإنسان النوم النهاري، أن يمارس الرياضة، تجنب الميقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة والأجبان في فترة المساء. – ايها الكريم – تُهيأ للإنسان النوم السليم، والإنسان يتطبع، وكما ذكرت أن الساعة البيولوجية لديه يمكن أن توضع في مسارها الصحيح من خلال التطبع الذي تحدثنا عنه. أنت - الحمد لله تعالى – استفدت من تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء بالفعل هي ممتازة جدًّا. ما يأتيك من شعور بالنعاس في بعض الأحيان التي لا ترغب فيها بالنوم أو حالة الاستيقاظ التي تأتيك حين تود أن تنام: أيها الفاضل الكريم: هذا نوع من التأرجح والتباين المعروف بالنسبة للدورة النومية للإنسان، لكن هذا يتم التخلص منه وبصورة قوية وفاعلة جدًّا من خلال ترتيب الساعة البيولوجية - كما ذكرتُ لك سلفًا - وهي أن تلجأ للنوم الليلي وتتجنب النهاري، وتجعل يومك - أي نهارك - أنشطة وفعاليات وحُسْنَ إدارة وقت، هذا بجانب ممارسة الرياضة، والتوازن الغذائي، أعتقد أنه سوف يجعل نومك نومًا صحيًّا متوازنًا.