يواصل عدد ضحايا ألغام الموت الحوثية بمحافظة الحديدة في الارتفاع منذ التوقيع على اتفاق السويد وحتى اليوم. ولا يخلو يوم إلا وتفقد أم طفلها أو طفلتها أو تصاب عائلة تهامية بموت عائلها الوحيد على مرأى ومسمع من البعثة الأممية التي يتهمها الضحايا بمفاقمة الكارثة عبر دعم الجُناة الحوثيين. وكشفت إحصاءات حقوقية ومحلية زيادة متواصلة في الأرقام المرصودة لعدد الضحايا الذين يتساقطون يومياً في مناطق متعددة من المحافظة الساحلية. ولم يمض أربعون يوما منذ مطلع العام الجديد حتى سقط نحو 50 ضحية ما بين قتيل وجريح، أخرها مقتل 6 مدنيين وإصابة 5 آخرين غالبيتهم من الأطفال في حوادث شهدتها عدة مديريات بالمحافظة في الثلث الأول من فبراير الحالي، بينما استشهد 18 مدنيا منهم 8 أطفال وامرأة، وأصيب 20 جريحا بينهم 11 طفلا بانفجار ألغام ومتفجرات في حوادث متفرقة شهدتها المحافظة خلال يناير الماضي. وكان العام الماضي الأسوأ في الحصيلة الكبيرة جراء انفجار ألغام وعبوات حوثية بمناطق سيطرتها أو التي أعادت احتلالها من المحافظة بعد عملية التموضع في الساحل الغربي. ووفقاً لتقرير بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة ( UNMHA )، الصادر الإثنين الماضي، فقد ارتفع عدد الضحايا بسبب انفجارات الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في المحافظة بنسبة 160% خلال العام الماضي 2022، مقارنة بعام 2021. وقالت البعثة في تقريرها بأنها سجلت خلال العام 2022، سقوط ما مجموعه 289 مدنياً بين قتيل وجريح جراء الألغام والمتفجرات، وبما نسبته 73.3% من إجمالي الضحايا المدنيين في المحافظة بعدد 394 ضحية مدنية. وأوضحت البعثة الأممية أن عدد القتلى جراء انفجارات الألغام وأخواتها في المحافظة ارتفع بنسبة أكثر من 100%، كما زاد عدد الأطفال المصابين بنسبة 150%، وهو ما يمثل نسبة 30% من إجمالي إصابات المدنيين المسجلة في عام 2022. وأشارت إلى أن كثيرا من (الحوادث) بل الجرائم المسجلة كانت مرتبطة بالأنشطة الزراعية بعد وصول المزارعين إلى أراضيهم لأغراض زراعية أو عند خروجهم لرعي الأغنام والماعز والماشية في المراعي. الرصد الحقوقي ومن جهته قال الراصد الحقوقي مجاهد القب حصدت الألغام والأجسام المتفجرة في محافظة الحديدة، التي نشرتها ميليشيا الحوثي 381 قتيلاً وجريحاً وفقاً للبيانات التي تم رصدها والتحقق من صحتها وتوثيق وقائعها وبيانات الضحايا خلال العام 2022 في 11 مديرية في محافظة الحديدة. مضيفًا أن الضحايا توزعوا بين 180 رجلا و174 طفلا، و27 امرأة. شراكة أممية في الجرائم كشف تقرير حقوقي عن تقديم البرنامج الأممي الإنمائي التابع للأمم المتحدة خلال السنوات الخمس الماضية 15 منحة مالية للميليشيا الحوثية بإجمالي167.221.136 دولارا، تحت يافطة إنسانية متمثلة بمشاريع مكافحة الألغام في اليمن. وتنبه المهتمون والمواطنون إلى المجازر اليومية بآلة الألغام والعبوات الحوثية واحتجوا على تواطؤ الأممالمتحدة مع الإرهاب الحوثي بحق أبناء الحديدة. ففي أواخر نوفمبر الماضي شهدت مدينة الخوخة مركز السلطة المحلية المؤقت بمحافظة الحديدة، وقفة احتجاجية لذوي ضحايا الألغام والمصابين للتنديد بضلوع منظمات أممية في دعم ميليشيا الحوثي، في زراعة الألغام والمتفجّرات. وطالب المحتجّون، الأممالمتحدة بسرعة التحقيق فيما كشفه تقرير "دعم الموت" عن تورط منظمات تابعة لها في دعم الميليشيا الحوثية لزراعة الألغام. وعبّر المحتجون عن أسفهم لموقف الحكومة الشرعية المتراخي إزاء ما يتعرضون لها من حرب إبادة تنفّذها ميليشيا الحوثي بدعم وتمويل من المنظمات الأممية ومنها البعثة الأممية في الحديدة أونمها. صحوة الضمير الحكومي في الثاني من فبراير الجاري، طالب وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة القيام بمهامها الأساسية وفقاً للقرارات الدولي، وذلك خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، مدير مكتب عدن لبعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة محمد منعم منصور. وتطرق اللقاء، إلى الخروقات المتكررة للميليشيا الحوثية الإرهابية في محافظة الحديدة وكذلك تزايد عدد ضحايا الألغام التي زرعتها هذه الميليشيات في المزارع والأحياء السكنية وتضرر المدنيين منها وخاصة الأطفال والنساء. وما بين الصمت الأممي والتواطؤ تمضي ميليشيا الحوثي في مسلسل الانتقام من أبناء الساحل التهامي لا لشيء إلا إرضاءً لرغبة المحتل الإيراني في التمسك بالسواحل الغربية لليمن وإلحاق الأذى بالممرات البحرية والمقايضة بدماء الضحايا في تخصيب النفوذ الإيراني في المنطقة. * موقع تهامة 24
