في 10 نيسان الماضي، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن إختفاء كل من سامرا كيزوفيتش (16 عاماً) وسلبينا سليموفيتش (15 عاماً ) من منزلهما في مدينة فيينا النمساوية. لم تكن سامرا وسبلينا الحالتين الوحيدتين اللتين وقعتا في مصيدة "داعش". فقد لحظت مجلة "التايمس" الصادرة في عددها الصادر في 26/05/2014 أن " 60 في المئة من المقاتلين الأجانب في سوريا يقاتلون في صفوف "داعش". وذكرت الصحيفة أن "هناك 500 من الجنسية البريطانية فضلاً عن إنتساب أعداد من مقاتلين من بلجيكا، ألمانيا وفرنسا ومن دول الخليج وإفريقيا ومن الشرق الأوسط". الإنفصال عن الواقع بوضوح، إعتبرت البساط أن " الإنسان الفاعل والمنتج لا يترك وطنه للتوجه إلى سوريا. " يمكن"، وفقاً لها، " أن يتوجه الرجال سعيا وراء الرزق لأنهم يعانون البطالة في بلادهم". ولا تتردد في إعتبار أن البعض " يهرب إلى سوريا لأنه يعاني نوعاً من العطب النفسي أو يحاول الهرب من مشكلات أو أزمات حادة أو توتر ما في وطنه وهذا ما يدفعه للجوء إلى "داعش" في سوريا". بالنسبة للبساط، ثمة أسباب عدة تدفع الشباب الغربي للتوجه إلى عالم "داعش" في سوريا ومنها رتابة الحياة المعاصرة الغربية وحاجة الشباب لنوع من المفاجأة في عالم تتكرر فيه الحوادث من دون حماس وجديد في دورة إستهلاكية". و أشارت إلى أن ثمة حاجة "للإيمان بقضية ما مهما كانت والسعي إلى الغرائزية من خلال عودة إلى الشرق"، مضيفة ان "الغرب يسعى إلى إستشراق جديد معاكس لما عرفناه في الماضي يكون أبطاله شبابا وفتيانا يعيشون في مركز سحري فيه بندقية و ينتشر فيه سحر الموت". في رأي البساط، لمفهوم" العنف المتناهي أثره لدى هذه الفئة وليس فقط في انحاء العالم بل العنف الظاهر على شاشات التلفزيون وما يرافقه من جاذبية أخبار العنف والتي تعوض عن نمط حياة المواطن العادي". عندما سألنا عما إذا كانوا يدركون المخاطر التي تواجههم في سوريا، قالت:" أعتقد أنهم يدركون تماماً الهدف من التوجه إلى سوريا. يدركون كيف سيتصرفون وأين سيذهبون". واعتبرت أن بعضاً منهم يتوقون إلى المثالية و البعض الآخر هم في موقع الإرتزاق". ورداً على سؤال عن قراءتها لمدى إدراك الفتيات الاجانب لما ينتظرهن في عالم "داعش"، أجابت:" تدرك الفتيات عند ذهابهن إلى سوريا كل ما سيواجههن خلال وجودهن مع المقاتلين".