كشفت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس عبد ربه منصور هادي عن وجود نفق كبير محفور باتجاه منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بطول 88 مترا. واعتبرت مصادر حزبية في المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح النفق محاولة جديدة لاغتياله. وأعلن مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا ان الأجهزة الأمنية تلقت بلاغا الاثنين بوجود نفق وحفريات بجوار منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وفور تلقي البلاغ انتقلت الأجهزة الأمنية المعنية إلى مكان النفق وباشرت الإجراءات القانونية من جمع للاستدلالات ورفع للأدلة وتحريز للموقع. وقال المصدر الأمني «ان التحقيقات الأولية كشفت عن وجود نفق يقع داخل هنجر شمالي منزل الرئيس السابق في شارع صخر بأمانة العاصمة ويمتد باتجاه الجنوب حيث يبتدئ النفق من داخل الهنجر بحفرة عمقها ستة أمتار وسبعون سنتيمترا وفتحة أبعادها 1.60× 1.60 متر ممتداً من أسفل الحفرة باتجاه المنزل بطول 88.40 متراً وارتفاع 1.70 متراً وعرض 70 سنتيمترا. واضاف «وبناء على توجيهات الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة قامت اللجنة الأمنية العليا برئاسة وزير الداخلية عصر أمس بزيارة لموقع النفق و أطلعت على الحفريات والآلات والمعدات المستخدمة في الحفر». وأشار إلى أن اللجنة الأمنية العليا وجهت بتشكيل لجنة للتحقيق في موضوع الحفريات والنفق وتضم كلاً من وكيل جهاز الأمن القومي ووكيل وزارة الداخلية المساعد للأمن الجنائي ومدير فرع الأمن السياسي بأمانة العاصمة، بالإضافة إلى لجنة من المختصين والفنيين لمعرفة الأسباب والدوافع والجهات التي تقف وراء هذه العملية. وقال المصدر «ان اللجنة الأمنية العليا كانت ارتأت عدم نشر أية معلومات من شأنها التأثير على مجريات التحقيق، إلا أنها تراجعت عن ذلك بعد أن سارعت بعض وسائل الإعلام بنشر الكثير من الأخبار وتحميل المسؤولية لجهات بعينها مستبقة بذلك نتائج التحقيقات، الأمر الذي من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار والتأثير على النسيج الاجتماعي والإضرار بتوجهات الدولة نحو الاصطفاف الوطني والمصالحة المجتمعية». وكانت الوسائل الاعلامية التابعة لحزب المؤتمر أو المحسوبة عليه اتهمت بعض الضباط والجنود من حراسة الرئيس السابق المحسوبين على جماعة الحوثي بحفر هذا النفق خلال فترة سابقة لم تحددها بالضبط. وذكرت أن الغرض منه محاولة اغتيال جديدة للرئيس السابق علي صالح عبر حفر هذا النفق الطويل الذي أوضحت انه يبدأ من الهنجر القريب من منزل صالح ويتجه نحو مسجده الكائن داخل منزله. وأكدت أنه تم اعتقال بعض الجنود المتهمين بحفر هذا النفق، فيما هرب أحد الضباط المتهمين من حراسة صالح بسيارة عسكرية الى محافظة عمران القريبة للعاصمة صنعاء، حيث يسيطر عليها المسلحون الحوثيون منذ مطلع الشهر الماضي ولا تخضع لسلطة الدولة، وهي محافظة مجاورة لمحافظة صعدة التي سيطر عليها الحوثيون بالكامل في عام 2011. وقال موقع (وفاق برس) الاخباري إن عملية الحفر جرى تنفيذها والاشراف عليها من قبل عناصر يمنية وأخرى من جنسيات عربية، وانه تم القبض على خمسة مشتبهين حتى الان، على ذمة هذه القضية، بينهم عناصر من جنسيات عربية. ووصف موقع (المؤتمر نت) التابع لحزب المؤتمر هذه العملية بأنها «رفيعة المستوى». وقال «إن النفق الذي تم اكتشافه داخل هنجر في شارع صخر كان يمتد إلى منزل الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، وانه أعد لتنفيذ مخطط شبيه بتفجير مسجد دار الرئاسة الذي استهدف رئيس الجمهورية السابق وكبار قيادات الدولة في عام 2011». واكد أن هذا النفق كان مخططاً لعملية اغتيال صالح وقيادات المؤتمر التي تؤدي الصلاة معه في الجامع الخاص بمنزله.