سجّل مشجعو نادي شبيبة القبائل الجزائري اسم اللاعب الكاميروني ألبير إيبوسي Albert Ebossé كأحدث الوافدين إلى قائمة تضمّ نحو 100 لاعب ممن فارقوا الحياة في ملاعب كرة القدم. وعلى الرغم من عشرات الأسماء التي سبقت إيبوسي إلى الموت الكروي، فإن الطريقة التي سلّم بها اللاعب روحه حملت في طياتها تراجيديا غير مسبوقة. بعد أن خسر شبيبة القبائل أمام اتحاد العاصمة، لم تستطع جماهير الفريق تحمل هذا المشهد مع مرور جولتين فقط من بداية الموسم، فما كان منها إلا أن بدأت برمي ما وصل إلى أيديها من أحجار، لتصيب بأحدها رأس هداف الدوري في الموسم الماضي. نقل إيبوسي إلى مشفى "تيزي وزو" على الفور، إلا أنه توفي بعد وقت قصير من وصوله بسبب النزف الذي تعرض له، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن أطباء في المستشفى. يوم واحد بعد الحادث، كان كافياً للكشف عن تفاصيل جديدة، إذ أكد مدير المستشفى في تصريحات لتلفزيون الشروق الجزائري، أن إيبوسي توفي إثر سكتة قلبية بالتزامن مع الإصابة التي تعرض لها. بعيداً عن استهداف الجماهير، الذي أدى بالدرجة الأولى لوفاة إيبوسي، فإن معظم الوفيات التي شهدتها الملاعب تعود إلى السكتة القلبية وتوقف عضلة القلب جراء بذل جهد مضاعف، يأتي بعد ذلك أسباب عدة أهمها تمزق الأمعاء أو بلع اللسان، إلى جانب الوفيات الناجمة عن حادثة أو لأسباب غير مألوفة. في ما يأتي، أبرز الأسماء التي لفظت أنفاسها الأخيرة في ملاعب كرة القدم، والأسباب التي أدت إلى وفاتها. في عام 1906 توفي اللاعب ديفيد ويلسون David Wilson البلغ من العمر 23 عاماً خلال مباراة فريقه ليدز سيتي Leeds City الإنكليزي مع نظيره بيرنلي Burnley، وأرجع الأطباء وفاته إلى سكتة قلبية ناتجة من كونه مدخناً شرهاً. شهد ديربي إسكتلندا بين سيلتيك Celtic وغلاسكو رينجرز Rangers F.C وفاة حارس فريق سيلتيك والمنتخب الإسكتلندي جون طومسون John Thomson البالغ من العمر 22 عاماً، بعد تعرّضه لكسر بالجمجمة إثر التحام مع مهاجم رينجرز سام إنغلش Sam English. سقط لاعب بيروجيا Perugia ريناتو كيوري Renato Curi، البالغ من العمر 24 عاماً، ميتاً عام 1977 جراء نوبة قلبية، خلال مباراة فريقه أمام يوفنتوس Juventus في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. أغرب حالات الوفاة في الملاعب كان بطلها اللاعب الهولندي إيريك يونغبلويد Erik Jongbloed الذي ضربته صاعقة خلال مباراة ودية لفريقه أمستردام DWS Amsterdam عام 1984، وإيريك هو ابن الحارس الدولي الشهير جان يونغبلويد Jan Jongbloed الذي دافع عن المرمى الهولندي في نهائيات كأس العالم 74-78. أوليفر بوتي لاعب فريق آركس Arques الفرنسي، وشقيق بطل العالم السابق إيمونيل بوتي Emmanuel Petit، توفي في العام 1988 خلال مباراة لفريقه بعد تعرضه لجلطة دماغية، نقل على إثرها إلى المستشفى دون أن يتمكن الأطباء من مساعدته. انهار اللاعب النيجيري سامويل إيكواراجي Samuel Okwaraji خلال مباراة منتخب بلاده أمام أنغولا خلال تصفيات كأس العالم عام 1989، وفور نقل ابن الرابعة والعشرين من العمر إلى المستشفى بعد أن توفي، تبين أنه يعاني من ضغط دم مرتفع وتضخم في عضلة القلب. تعرض موكاندي تسيمايا Mukandi Tsimay، لاعب فريق أتروميتوس Atromitos F.C اليوناني لضربة بمرفق أحد لاعبي فريق باناثينايكوس Panelefsiniakos فأُصيبت منطقة حساسة في رقبته خلال مباراة بين الفريقين عام 1995، ليعلن المسعفون وفاته قبل وصوله إلى المستشفى. في العام 1997، أصبح التونسي الهادي بالرخيصة أول لاعب عربي توافيه المنية داخل الملاعب، وذلك لأسباب مرضية اختلف الأطباء في تحديدها، فخلال مباراة ودية لفريقة الترجي أمام ليون الفرنسي Olympique Lyonnais، سقط اللاعب مغشياً عليه، ليعلن الأطباء وفاته دون أن يتمكنوا من مساعدته. إيبوسي لم يكن لاعب شبيبة القبائل الوحيد الذي توفي في الملعب، إذ شهد العام 2000 حادثة مأسوية أودت بحياة المهاجم حسين قاسمي الذي سجل هدفاً لفريقه ضد اتحاد عنابة، قبل أن يسقط على رأسه بشكل خاطئ ويتعرض لكسر في الجمجمة، لتعلن وفاته بعد ذلك في أحد مستشفيات فرنسا. توفي اللاعب كتالين هايلدان Catalin Hîldan، البالغ من العمر 24 عاماً، خلال مباراة فريقه دينامو بوخارست Dinamo Bucharest الروماني ضد أولتنيسا Olteniţa عام 2000، وذلك بعد إصابته بنوبة قلبية. كرمت جماهير النادي اللاعب بتسمية المدرج الشمالي لملعب دينامو باسمه. في أحد تدريبات فريق ديبورتيفو كالي Deportivo Cali الكولومبي عام 2002، لقي لاعبان اثنان مصرعهما بسبب صاعقة البرق، هما هيرنان جافيريا Hernán Gaviria الذي قضى على الفور، وجيوفاني كوردوبا Giovanni Córdoba الذي توفي بعد ثلاثة أيام في المستشفى. في نصف نهائي كأس القارات عام 2003 بين كولومبيا والكاميرون، سقط اللاعب مارك فيفيان فوي Marc-Vivien Foé على أرض الملعب، ليعلن الأطباء وفاته بعد محاولات إنعاش دامت 45 دقيقة دون جدوى. وتبين بعد ذلك أن سبب الوفاة هو اعتلال عضلة القلب الضخامي Hypertrophic cardiomyopathy. سقط اللاعب المجري ميكلوش فيهر Miklós Fehér بطريقة مفاجئة خلال مباراة فريقه بنفيكا Benfica ضد فيتوريا غيماريش Vitória عام 2004، لينقل إلى المستشفى حيث أعلنت وفاته للأسباب نفسها التي توفي على إثرها الكاميروني فوي. في عام 2006، سجل اللاعب المصري محمد عبد الوهاب اسمه كثالث لاعب عربي توفي في الملاعب. وتعرض لاعب الأهلي المصري والظفرة الإماراتي لأزمة قلبية حادة خلال التدريب ليفارق الحياة قبل أن يكمل عامه الثالث والعشرين محققاً تسع بطولات مع الأهلي والمنتخب المصري. بعد إحدى الحصص التدريبية عام 2009، تعرض الإسباني دانيال خاركي Daniel Jarque، قائد فريق إسبانيول Espanyol لسكتة قلبية أودت بحياته على الفور، وبعد عام واحد سجل أنيستا Iniesta هدف الفوز بكأس العالم لمصلحة إسبانيا وأهداه لذكرى خاركي عبر كتابة اسمه على القميص الذي كان يرتديه لحظة تسجيل الهدف.