اثارت دعوة عبدالملك الحوثي لأداء الصرخة الساعة التاسعة من مساء أمس الأول سخرية وتندر العديد من الإعلاميين والسياسيين والناشطين على شبكات التواصل الإجتماعي يمنيين وعرب. ووصف بعضهم الدعوة بالغبية وغير الموفقة من الناحية السياسية, ووضعت الحوثي في زاوية التقليد الضيقة. وأمتنعت أعداد كبيرة من المحسوبين على الحركة الحوثية عن أداء الصرخة وهو دليل على وجود خلاف في أوساط الجماعة بسبب تفرد الحوثي بالقرارات دون وضع إعتبار لمن حوله وتعمده الدائم عدم إشراكهم في الأمور المختلفة التي تهم الحركة ككل.ووجه سكان العاصمة صنعاء الساعة التاسعة من مساء يوم أمس صفعة مدوية للحوثيين عندما لم يستجيبوا لدعوته الخاصة بأداء الصرخة. مراقبون أكدوا أن شعبية الحوثي كشف حقيقتها مساء أمس الأول سكان العاصمة. موضحين أن على الحوثي الإستفادة من التجربة ومراجعة حساباته, وعدم الإنجرار وراء الأهواء الزائفة والقرارات الخاطئة للواقع. وكتب السياسي عبدالله القبيسي يقول : قرار القيام بالصرخة من سطوح المنازل أثار مخاوف الكثير من أنصار الحوثيين واعتبروه وسيلة للكشف عن انفسهم أمام عدة جهات : الأولى : الدولة (لو قلبت عليهم العين الحمراء ) باعتبارهم حركة مسلحة ، وقد أصبحت كل يوم تزداد بعدا ومواجهة للإجماع الوطني والرئيس هادي يتلقى تأييدا واسعا داخليا وخارجيا ضدهم . الثانية : النازحون من صعدة سفيان ، وحاشد ، وعمران وغيرها الذين تم تهجيرهم من منازلهم ومزارعهم ومصادر أرزاقهم وأصبحوا فقراء يبحثون في صنعاء عن من يتكفل لهم بإيجار المنزل ومصاريف الأولاد . الثالثة : من قتل ابنه او ابوه أو اخوه في المواجهات التي حصلت في المحافظات التي سيطرت عليها جماعة الحوثي ( أنصار الله ) بقوة السلاح . الرابعة : تنظيم القاعدة الذي يسميهم السيد عبد الملك ( الدواعش ) ويستهدفهم في خطابه بالتحريض . وهذه المخاوف صرح بها بعضهم في صفحات القياديين الذين أنزلوا منشورات توضح طريقة تنفيذ الصرخة والتنديد بالجرعة واسقاط الحكومة . وأنا في نظري أن هذه الفكرة مستوحاة من الثورة الايرانية التي قامت قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة وكان لها أثر كبير في تجميع أنصار الثورة ضد الشاه ولكن الوضع يختلف اختلافا كبيرا عن الوضع في اليمن اليوم من جهات كثيرة ، تجعل القياس بين اليمن اليوم وايران في ذلك الوقت قياس مع الفارق . كما أن هناك احتمالات كبيرة بأن علي عبد الله صالح هو من يقوم بتوريط الحوثيين في مثل هذه القرارات ثم يخذلهم في وقت الحاجة ليزدادوا ضعفا ، وربما يسعى للقضاء على هذه الحركة سياسيا .. لأنه اكثر الشخصيات قلقا منهم ، فقد قتل في عهده مؤسس الحركة حسين الحوثي وخاض ضدهم ست حروب فكيف ينسوه ، وهم لم ينسوا الذين قتلوا الحسين بن علي عليه السلام قبل الف وثلاثماءو وخمسين سنة . نصيحتي للجميع : اليمن يتسعنا جميعا والصندوق هو الحكم يكفينا ضياع واقتتال فمن يقدم على قتل اخيه المسلم فقد خسر دنياه وآخرته والله من وراء القصد .