أفادت مصادر صحفية بأن طهران ألمحت إلى مسؤولين مصريين بأنها ربما تتخلى عن بشار الأسد في مقابل شرطين: أولهما الحفاظ على ما تصفه ب"الامتيازات" التي حققتها إيران في سوريا خلال الفترة الماضية، وثانيهما الحفاظ على اتفاقات مبرمة مع دمشق، في حال أزيح الأسد عن السلطة. ونسبت صحيفة "الوطن" السعودية إلى "مصادر سياسية" لم تسمها أن تلميح إيران بالتخلي عن بشار في هذا التوقيت "يدل على أنها تبحث عن حل يحفظ ماء وجهها، بعد إدراكها أن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه بنيل حريته، وأن رهانها على بقاء الأسد رئيسًا لسوريا فشل، رغم كل الدعم الذي قدمته على مدار سنوات الثورة. وأضافت المصادر أن الشروط الإيرانية تشير إلى حجم الامتيازات التي منحها النظام السوري لها، ويوضح بجلاء حجم الأموال التي ضختها إيران لشراء العقارات في سوريا، وامتلاك الأراضي لتثبيت قوتها ونفوذها في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام". وفي وقت سابق، أفادت مصادر موثوقة بدخول رجال أعمال إيرانيين بأموال طائلة لشراء أراض وعقارات في دمشق وحلب، بأسعار عالية، يرافقهم رجال مخابرات خلال عملية الشراء، ويقومون بتهديد أصحاب المواقع الإستراتيجية والمهمة باحتمال مصادرة أراضيهم واعتقالهم، إذا رفضوا بيعها. وأكدت المصادر أن الغرض من شراء هذه الأراضي بأموال إيرانية حكومية، يعود إلى رغبة ساسة طهران في تغيير التركيبة الديموجرافية للمدن السورية الكبرى، لضمان الاحتفاظ بنفوذهم في حالة سقوط النظام. من جانبه، رأى الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، هادي البحرة أنه رغم وجود هذه التسريبات، إلا أن إيران لم تبد أي تغيير يذكر في سياساتها تجاه سوريا، وأن الدول عادة ما تبني علاقاتها مع الآخرين على حساب المصالح. وأضاف: "حتى إذا صحت هذه الأخبار، فأنا على ثقة من أن الشعب السوري لن يقبل بوجود إيراني كبير على أرضه، ولن يستطيع، نفسيًّا، مسامحة طهران على ما ارتكبته من جرائم في حقه، فهي التي تمد النظام الدموي بالأسلحة، وتساعده بالأموال، وتؤازره بالمقاتلين على الأرض. ولولا الدور الإيراني لما استطاع الأسد البقاء طيلة الأربع سنوات الماضية من عمر الثورة، ولما بقي يقصف المدنيين ببراميله المتفجرة وقذائفه الصاروخية. فإيران هي التي زجت بالمقاتلين الأجانب في الأراضي السورية، وهي التي أدخلت "حزب الله" بأوامر مباشرة منها، ليشارك النظام في قتل المدنيين العزل، وهي جندت كتائب المرتزقة الشيعة من باكستان وأفغانستان، وتنفق عليهم مليارات الدولارات لأجل المشاركة في القتال إلى جانب النظام". وتابع: "إن مئات الآلاف من قتلى الشعب السوري لن تذهب دماؤهم هدرًا، وكذلك الملايين من الذين طردوا من بيوتهم وأرغموا على الهجرة خارج بلادهم، فضلًا عن الجرحى والمعاقين"، مؤكدًا أن "كل من أذنب في حق الشعب السوري لا بد أن يقف أمام محاكم عادلة، ليدفع ثمن ما اقترفته يداه من جرائم بحق السوريين، فدماء الشعب السوري ليست رخيصة ولن تضيع".