بعث الشيخ محمد مقبل الحميري رئيس التكتل الوطني لإعيان تعز الأحرار رسالة إلى خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان جاء فيها : جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله واليمن :
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يعلق عليه اليمنيون والعرب جميعاً آمالاً كبيرة مستندين الى سيرة حياته الناصعة عبر عشرات السنين وخبرته العميقة ونظرته الثاقبة واتكائه لإرث الاسرة الأصيل ، أكد ذلك الخطوات والقرارات السريعة والصائبة التي اتخذها في الداخل وخطابه السياسي الحصيف الذي أرسل رسائل تطمين للخارج وخاصة للشعوب العربية ، وأثبت انه رجل دولة ورجل قرار من الطراز النادر في هذا الزمان ، ومع ذلك فالطريق ليس مفروشا بالورد أمامه ، فالمصاعب كثيرة وخاصة ما تمر به كثير من الدول العربية وفي المقدمة اليمن عمق الشقيقة السعودية التي تشهد واقعاً سياسيا خطيرا قد يعصف باليمن في اي لحظة ولن تقف الكارثة عند حدود اليمن بل سيتطاير شررها الى الخارج ، والمملكة ستكون اكثر الدول تأثرا بما يصيب اليمن ، فاليمن والسعودية تشكلان وحدة جعفرافية واحدة ، اذا أصيبت إحداهما بسوء تظررت الاخرى شئنا ام أبينا .
استغرب من الذين يستنصرون استجلاب دولا بعيدة للتدخل في الشأن اليمني ويتحسسون عندما يتحدث المرء عن العلاقة العضوية بين الشقيقتين السعودية واليمن ، اللتان يجب ان تكون العلاقة والتنسيق بينهما في كل المجالات اكبر وأعمق مما هي عليه ، فأمن اليمن واستقراره ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار والمملكة والعكس صحيح أيضاً ، ونحن في وضع لا يفيد معه المزايدة او التدليس والكذب ، فإننا نعول كثيراً على مواقف الأشقاء بالخليج ودعمهم لعمقهم الاستراتيجي اليمن وفي المقدمة نعول على مواقف الأشقاء في المملكة وعلى رأس الجميع مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وعلينا جميعا ان نستفيد من اخطاء الماضي ، وأثبتت الشدائد والأحداث ان المملكة هي الدولة الوحيدة التي تدعم اليمن بسخاء وقد كشف عن بعض هذه المواقف الرئيس المحتجز عبد به منصور هادي في بعض خطبه فك الله أسره وأسر الوطن ، يجب ان تؤسس علاقة اكثر عمقاً وابعد نظرا بين البلدين والشعبين الجارين الشقيقين الذين تربطهما وشائج القربى والأصل الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة والعادات المتشابهة ، تنعكس في كل المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية ، والمشاريع المشتركة ، وفي المقدمة تنعكس على المغترب اليمني المقيم في المملكة وفقا لرؤية واضحة تخدم تطلعات الشعبين بما يخدم الامن والاستقرار ويقوي الجبهة الداخلية لكلا الدولتين .
إن الذين يريدون تعكير العلاقات اليمنية السعودية تحت اي مبرر بعضهم لا ينظرون للواقع بعمق يعتمدون على التنظير الخيالي من خلال نظارات سوداء فهؤلاء ندعوهم لإعادة النظر في تفكيرهم بواقعية ونظرة ثاقبة بما يخدم وطنهم اولاً ، وآخرون يدركون ما ندرك وربما يكونوا اكثر إدراكا منا بأهمية العلاقة بين الشقيقتين الجارتين ، ولكنهم يعملون عكس ما يجب ان يفعلوه خدمة لأجندة خارجية تخدم دولاً اخرى ، ففي الوقت الذي يبذلون فيه الطاقات والجهود لإفساد هذه العلاقة ، لا يتورعون ان يمارسوا التبعية لدول أجرى على حساب العلاقة المملكة باليمن دون مبالاة لما ينتج عن سياستهم من أضرار بوطنهم ، فيشعر المرء ان مواقفهم تهدف لخدمة تلك الدول حتى وان كانت على حساب مصالح الشعب اليمني .
ندعو الى علاقة اكثر واقعية ومراعاة لمصالح الشعبين والدولتين الجارتين ، علاقة تكافؤ بندية وإخاء وحرص على أمن واستقرار ومصالح الشعبين والدولتين ، فبقدر حاجة الشعب اليمني لعلاقة ارقى وأعمق مع الأشقاء بالمملكة فإنه بالمقابل أشقاؤنا في المملكة لا غنى لهم عن هذه العلاقة مع الشعب اليمني وأي حكومة شرعية في اليمن تمثل إرادة الشعب .
اننا في اليمن في ضرف غير طبيعي نناشد فيه الأشقاء في المملكة وفي المقدمة نناشد خادم الحرمين الشريفين ان يساعدوا الشعب اليمني بالخروج من المحنة التي يعانيها ويعملوا بكل الطرق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبا لحكمة التي تميز بها خادم الحرمين الشريفين بما يجنب اليمن الانزلاق الى حرب أهلية وتمزق ويعيد لها الروح باستعادة الدولة والامن والاستقرار ، ونحن واثقون ان مناشدات الشرفاء من أبناء اليمن ستلقى صدى واستجابة من قبل الأشقاء بالمملكة وستلقى الجالية اليمنية بالمملكة كل الرعاية والاهتمام ، وعند الشدائد تعرف الاخوان ، وليس غريبا على المملكة مثل هذه المواقف التي اعتدناها منهم ، بعيدا عن السياسات الحمقاء التي ارتكبها بعض السياسيين في اليمن في لحظات تاريخية لم تكن معبرة عن إرادة الشعب اليمني ولا عن قناعاته.
حفظ الله الملك سلمان بن عبدالعزيز ذخرا للعرب وحفظ اليمن والسعودية وشعبيهما الشقيقين من كل سوء ومكروه.